
في كلمات قليلة
مقترح دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على "الأفلام الأجنبية" سيشكل محوراً رئيسياً للنقاشات في مهرجان كان السينمائي. هذا الإجراء يهدد بزعزعة استقرار صناعة السينما في هوليوود وقد يدفع شخصيات سينمائية بارزة مثل روبرت دي نيرو وسبايك لي إلى اتخاذ مواقف سياسية صريحة.
سيصبح اقتراح دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على "الأفلام الأجنبية"، وهو إجراء لا تزال تفاصيله غير واضحة لكنه قد يزعزع استقرار هوليوود، محوراً رئيسياً للمناقشات خلال الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي. من المتوقع أن تثير هذه المبادرة نقاشات حادة بين المنتجين والمخرجين والممثلين والوكلاء الذين سيتوافدون على الكروازيت لحضور العروض والمشاركة في سوق الفيلم، حيث تُقدم العديد من المشاريع الكبرى التي تبحث عن تمويل أو موزعين.
تستهدف هذه الرسوم المقترحة بشكل أساسي شركات الإنتاج الأمريكية التي تختار التصوير في أوروبا أو أوقيانوسيا أو كندا للاستفادة من الإعفاءات الضريبية المغرية المتاحة هناك. لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الرئيس سيمضي قدماً في تطبيق هذا الإجراء بالكامل، لكن مجرد احتماليته يثير قلقاً بالغاً في الصناعة. وبحسب تقارير إعلامية متخصصة، فإن الصناعة في حالة "تأهب قصوى".
يشير بائعو الأفلام الأوروبيون إلى أن إمكانية فرض الرسوم تخلق حالة من عدم اليقين غير الضروري للسوق الأمريكية، التي كانت قد بدأت تظهر عليها علامات انتعاش مشجعة بعد الإضرابات الأخيرة. يحذر رئيس شركة إنتاج أمريكية كبرى من أن هذا الإجراء قد يقلص السوق العالمية بأكملها، ويجعل المشترين يرفضون دفع الحد الأدنى من الضمانات، ويقلل من قيمة الأفلام، مما يؤثر على الاستثمارات والميزانيات، ويهدد بتدمير القطاع المستقل.
ذكرت تقارير صحفية أن قرار ترامب بالتدخل في هذا الموضوع قد جاء بعد عطلة نهاية الأسبوع التي قضاها مع الممثل جون فويت، أحد "سفرائه في هوليوود"، والذي كان يدعو إلى إعفاءات ضريبية فدرالية للتصوير في الولايات المتحدة ولكنه كان يؤيد استخدام الرسوم الجمركية "بشكل محدود" فقط.
هل سيشجع تدخل دونالد ترامب في الفن السابع الأمريكي على ظهور مواقف سياسية صريحة في كان؟ قد يختلف الأمر هذا العام، خاصة مع حضور روبرت دي نيرو، الذي سيكرم بسعفة ذهبية فخرية. الممثل البالغ من العمر 81 عاماً وصف ترامب سابقاً بأنه تجسيد "للشر المطلق" و"مهرج"، وهو ما رد عليه ترامب بوصف دي نيرو بأنه يعاني من "متلازمة اضطراب". كما دعم الممثل مؤخراً ابنته المتحولة جنسياً علناً، في وقت اتخذ فيه الرئيس مواقف ضد حقوق الأشخاص المتحولين.
الأنظار ستتجه أيضاً نحو المخرج الأمريكي سبايك لي، الذي سبق أن انتقد ترامب بشدة خلال تواجده في كان عام 2018. يتوقع أيضاً حضور عدد كبير من نجوم الصف الأول الأمريكيين الذين لم يترددوا في الماضي في التعبير عن مواقفهم السياسية، مثل كريستين ستيوارت، جينيفر لورانس، سكارليت جوهانسون، وبيدرو باسكال، الذي يدعم بقوة مجتمع الميم.
وبالتالي، سيصبح مهرجان كان السينمائي هذا العام ليس مجرد منصة لعرض الأفلام وإبرام الصفقات، بل أيضاً ساحة لمناقشة التحديات الجسيمة التي تواجه صناعة السينما العالمية نتيجة للقرارات السياسية.