سر الأناقة الخالدة: كيف تحول قميص البولو من زي رياضي إلى أيقونة عالمية يرتديها جيف بيزوس ونجوم هوليوود

سر الأناقة الخالدة: كيف تحول قميص البولو من زي رياضي إلى أيقونة عالمية يرتديها جيف بيزوس ونجوم هوليوود

في كلمات قليلة

يستعرض التقرير كيف تحول قميص البولو من زي رياضي إلى قطعة أساسية في الموضة الرجالية، مشيراً إلى أصوله التاريخية على يد رينيه لاكوست وتأثيره على الأجيال المختلفة. ويؤكد على مكانته كرمز للأناقة الخالدة التي يتبناها المشاهير والشباب على حد سواء.


يحتل قميص البولو، بياقته الأنيقة وأكمامه القصيرة، مكانة فريدة وخالدة في خزانة الرجل الحديث. فبعد أن كان مخصصاً للرياضيين المحترفين في نهاية القرن التاسع عشر، توسع نطاق جاذبيته ليصبح قطعة أساسية يرتديها الشباب والرجال الذين تجاوزوا الخمسين من العمر على حد سواء.

يرى الكثيرون في قميص البولو التوازن المثالي بين الراحة والأناقة. فهو يتيح سهولة الانتقال بين المظهر الكاجوال والمظهر الأكثر رسمية، مما يجعله الخيار الأمثل للحياة اليومية. وتكمن قوته الحقيقية في مرونته؛ إذ يمكن تنسيقه مع الجينز والأحذية الرياضية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، أو مع بنطال تشينو وحذاء موكاسين للعمل.

من ملاعب البولو إلى أيقونة الموضة

يعود تاريخ قميص البولو إلى أواخر القرن التاسع عشر. ففي عام 1896، لاحظ رجل الأعمال الأمريكي جون بروكس، أثناء حضوره مباراة بولو في إنجلترا، أن اللاعبين يثبتون ياقات قمصانهم بأزرار لتجنب إعاقتها أثناء اللعب. هذه الملاحظة ألهمت علامة "بروكس براذرز" لإنتاج قمصان ذات ياقة بأزرار، لتصبح كلاسيكية في الموضة الأمريكية.

لكن التحول الأكبر حدث في فرنسا خلال عشرينيات القرن الماضي على يد لاعب التنس الشهير رينيه لاكوست. سعياً منه لمزيد من الراحة وحرية الحركة في الملعب، ابتكر لاكوست قميص بولو قصير الأكمام مصنوعاً من نسيج البيكيه (Piqué) الذي يمتص الحرارة بفعالية. وفي عام 1933، بدأ لاكوست بتسويق هذه القمصان، مطرزاً عليها شعار التمساح الشهير. كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها شعار علامة تجارية بوضوح على الجزء الخارجي من الملابس.

لاحقاً، في الخمسينيات، أطلق لاعب التنس الإنجليزي فريد بيري علامته الخاصة، وقدم قميص البولو المميز بخطوط ملونة على الياقة وحواف الأكمام، وشعار إكليل الغار. وقد أصبح هذا القميص رمزاً لثقافة "المود" البريطانية، وكان المفضل لدى الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي.

جاذبية النجوم والأجيال الجديدة

على الرغم من أن قميص البولو ارتبط لفترة طويلة بصورة "الأب" أو "رجل العائلة" في الثمانينيات والتسعينيات، إلا أنه استعاد بريقه كرمز للأناقة العصرية بفضل نجوم هوليوود. تشير خبيرة المظهر صوفي مالاغولا إلى أن ممثلين مثل دانيال كريغ وجورج كلوني وبراد بيت، الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و65 عاماً، نجحوا في إعادة تجسيد قميص البولو بطريقة مطمئنة وأنيقة، مما ألهم رجالاً آخرين.

كما شوهد الملياردير جيف بيزوس وهو يرتدي قميص بولو أزرق داكن في موناكو، مما يؤكد مكانة القطعة في أوساط النخبة. وفي الوقت نفسه، تبنت الأجيال الشابة هذا الكلاسيكي بقوة. فقد ظهر الممثل الفرنسي بيير نيني، سفير لاكوست، والممثل فينيغان أولدفيلد في مهرجان كان بقمصان بولو من علامات فاخرة مثل برادا، مما يدل على أن قميص البولو أصبح قطعة كلاسيكية متعددة الأجيال، تتجدد باستمرار لتناسب جميع الأذواق والمناسبات.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.