تحذير من "تيك توك": روتين العناية بالبشرة المعقد يهدد جلد الأطفال والمراهقين بمخاطر صحية

تحذير من "تيك توك": روتين العناية بالبشرة المعقد يهدد جلد الأطفال والمراهقين بمخاطر صحية

في كلمات قليلة

دراسة أمريكية تحذر من روتين العناية بالبشرة المعقد الذي يتبعه الأطفال والمراهقون بتأثير من "تيك توك"، مشيرة إلى مخاطر التهيج والحساسية الناتجة عن المكونات النشطة.


أصبحت مقاطع الفيديو التي تستعرض روتين العناية بالبشرة (Skincare) باستخدام مجموعة واسعة من الكريمات والأمصال من بين المحتويات الأكثر مشاهدة على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة "تيك توك". هذا التوجه، الذي يبدو بريئاً للوهلة الأولى، يحمل في طياته مخاطر صحية كبيرة على جلد الفتيات الصغيرات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 7 و 18 عاماً.

وفي دراسة حديثة أجرتها جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة، دقت الأجراس محذرة من أن هذه الروتينات المعقدة، التي يروج لها المؤثرون، تعرض بشرة الأطفال والمراهقين لمواد كيميائية مهيجة وغير مناسبة لأعمارهم. ويدعو الباحثون إلى توخي الحذر الشديد من هذه المقاطع التي قد يشاهدها الملايين.

مكونات نشطة تفوق التركيز الموصى به

كشفت الدراسة أن بعض الفتيات الصغيرات يستخدمن ما معدله ستة منتجات يومياً، ضمن ما يُعرف بـ "العناية بالبشرة متعددة الخطوات". تحتوي هذه المنتجات غالباً على مكونات نشطة قوية مثل حمض الهيالورونيك، وفيتامين C، والنياسيناميد، والتي صُممت لمعالجة مشاكل جلدية معينة لدى البالغين.

وبتحليل مقاطع "تيك توك"، وجد الباحثون أن الروتين الواحد قد يشتمل على ما يصل إلى 11 مكوناً نشطاً مختلفاً يمكن أن يسبب تهيجاً شديداً لبشرة هؤلاء الفتيات. وتوضح الدكتورة مولي هيلز، الباحثة الرئيسية في طب الأمراض الجلدية، أن الخطر المرتفع للتهيج ينبع من سببين رئيسيين:

  • الاستخدام المتزامن لعدة مكونات نشطة، مثل الأحماض الهيدروكسيلية.
  • التطبيق المتكرر وغير المقصود للمكون النشط نفسه الموجود في ثلاثة أو أربعة أو حتى خمسة منتجات مختلفة ضمن الروتين اليومي.

هذا التراكم يعني أن المراهقات قد يتجاوزن بكثير التركيزات الموصى بها للمواد الفعالة، مما يؤدي إلى اعتداء مباشر على حاجز البشرة الواقي. كما أن بعض الأحماض، مثل حمض الجليكوليك أو اللاكتيك، تخلق مستويات حموضة عالية جداً في التركيبات، مما يضر ببشرة الأطفال.

مخاطر الحساسية والعطور

بالإضافة إلى التهيج المحتمل، لا يمكن إغفال التفاعلات التحسسية. ويشير أطباء الجلد إلى أن الخطر الأكبر يكمن في العطور المضافة إلى الكريمات. وتحذر الدكتورة آنيك باربو، طبيبة الأمراض الجلدية، من أن "حساسية التلامس تجاه العطور هي حساسية دائمة ولا يمكن إزالة تحسسها". ورغم أن بعض منتجات العناية بالبشرة التي تباع في الصيدليات خالية من العطور، فإن العديد من العلامات التجارية لا تتردد في وضع تركيزات عالية منها، مما يجعل هذه المنتجات ضارة عند الاستخدام اليومي من قبل الصغار.

المؤثرون ليسوا أطباء: دعوة للرقابة الأبوية

ويعرب فريق البحث عن قلقه إزاء التأثير الاجتماعي لهذه المقاطع. فالمؤثرون الذين يروجون لهذه المنتجات غالباً ما يعرضون بشرة مثالية خالية من العيوب، مما يغرس معايير جمال غير واقعية في أذهان المشاهدات الصغيرات اللاتي يسهل التأثير عليهن.

ويؤكد الخبراء أن "المؤثرين ليسوا أطباء". وبما أنه لا توجد لوائح عمرية محددة لمنتجات التجميل، تقع المسؤولية على عاتق الآباء لمراقبة ما يضعه أطفالهم على بشرتهم. ويشدد الأطباء على أن استخدام كريم محيط العين في سن التاسعة أو العاشرة هو أمر غير ضروري على الإطلاق وغير موصى به.

بالنسبة للفتيات الصغيرات والبالغين الذين لا يعانون من مشاكل جلدية، تنحصر التوصيات في روتين بسيط جداً:

  • منظف لطيف للغاية.
  • كريم مرطب بسيط.
  • واقي شمسي (ضروري عند ارتفاع مؤشر الأشعة فوق البنفسجية).

ويختتم الخبراء بالتأكيد على أن بشرة الأطفال قبل سن البلوغ تكون عادةً "طبيعية" ولا تتطلب أي روتين معقد، باستثناء تطبيق واقي الشمس قبل أي تعرض لأشعة الشمس.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.