
في كلمات قليلة
دعت الصين فرنسا إلى تحسين مناخ الأعمال. لم يتم التوصل إلى حل نهائي بشأن نزاع الكونياك خلال مباحثات بين مسؤولي البلدين.
صرح نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنغ، خلال زيارته إلى باريس، أن الصين "تأمل أن توفر فرنسا مناخ أعمال أكثر إنساً وعدلاً وقابلية للتنبؤ به".
جاءت هذه التصريحات بمناسبة زيارة هي ليفنغ إلى باريس، حيث التقى بوزير الاقتصاد الفرنسي إيريك لومبارد. وتم خلال الاجتماع تناول ملفات حساسة تؤثر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ومن أبرزها تدابير مكافحة الإغراق التي اتخذتها بكين وتؤثر على قطاع الكونياك الفرنسي.
تأثرت العلاقات بين فرنسا والصين في الأشهر الأخيرة بعدة ملفات اقتصادية شائكة، بما في ذلك قطاع الكونياك ولحوم الأبقار الفرنسية. فمنذ منتصف نوفمبر، تفرض تدابير مؤقتة لمكافحة الإغراق من قبل بكين على مستوردي البراندي الأوروبي (الذي يشمل بشكل أساسي الكونياك) إيداع كفالة لدى الجمارك الصينية. وتعتبر هذه التدابير بمثابة رد انتقامي على إجراء أوروبي يستهدف الإعانات الحكومية التي تستفيد منها السيارات الكهربائية المصنعة في الصين.
تسببت هذه التدابير في ضربة قوية لقطاع الكونياك في فرنسا، الذي يؤكد خسارته 50 مليون يورو شهرياً منذ تطبيقها. كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعرب يوم الثلاثاء عن "تفاؤل معقول" بشأن المفاوضات الجارية مع الصين حول الكونياك. ومع ذلك، صرح وزير الاقتصاد إيريك لومبارد يوم الخميس، في ختام اجتماعه مع هي ليفنغ، أن المباحثات بين فرنسا والصين حول هذا الموضوع لم تسفر عن حل نهائي "في هذه المرحلة".
أوضح لومبارد قائلاً: "الحوار الاقتصادي، في هذه المرحلة، لم يسمح بتقديم حل نهائي لهذا النزاع، لكني أعلم مع ذلك، بعد التحدث مطولاً مع سعادة هي ليفنغ، أن باب النقاش يظل مفتوحاً".
وأكد الوزير الفرنسي على أهمية العودة إلى الحل الذي كان سائداً قبل عام 2024، مشيراً إلى أن صادرات الكونياك السنوية الفرنسية إلى الصين تبلغ 1.4 مليار يورو، وأن هذا الملف "موضوع ذو أهمية قصوى بالنسبة لفرنسا".
من ناحية أخرى، لم تعد فرنسا تصدر لحوم الأبقار إلى الصين منذ نهاية عام 2024، بسبب حظر كامل فرضته بكين يتعلق بمرض حمى لسان الحمل (FCO). وكان نائب رئيس مجلس الدولة الصيني قد صرح يوم الثلاثاء خلال زيارة لمزرعة أبقار فرنسية أن لحوم الأبقار الفرنسية "مرحباً بها" في السوق الصينية، لكنه لم يقدم جدولاً زمنياً أو تفاصيل حول رفع القيود الحالية.
وأكد هي ليفنغ أيضاً في باريس أن الصين "تدعو الشركات الفرنسية أيضاً إلى زيادة استثماراتها في الصين" وتشجع المزيد من الشركات الصينية القادرة والراغبة على الاستثمار وممارسة الأعمال التجارية في فرنسا.