انتقادات حادة لسياسة التجنيس الفرنسية الجديدة: هل هي حملة انتخابية؟

انتقادات حادة لسياسة التجنيس الفرنسية الجديدة: هل هي حملة انتخابية؟

في كلمات قليلة

انتقادات حادة لسياسة التجنيس الجديدة في فرنسا وتأثيرها على اندماج الأجانب.


انتقدت نجاة فالو بلقاسم، رئيسة منظمة «فرنسا أرض اللجوء»، بشدة برونو روتاليو، وزير الداخلية الفرنسي، بسبب تعميمه الجديد الذي يشدد شروط الحصول على الجنسية الفرنسية. ووصفت بلقاسم، في تصريحات لإذاعة «فرانس إنفو» يوم الاثنين 5 مايو، تصرفات روتاليو بأنها «حملة انتخابية، وليست تصرف رجل دولة أو سياسي يتحمل مسؤوليات جسيمة».

كان وزير الداخلية قد أصدر تعميماً جديداً يوم الأحد يطلب من المحافظين تشديد شروط الحصول على الجنسية الفرنسية. ويؤكد النص على تعزيز مستوى إتقان اللغة الفرنسية، والالتزام بقيم الجمهورية، والاندماج المهني لمدة خمس سنوات، والموارد المستقرة باستثناء المساعدات الاجتماعية.

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي ينظم فيه إيمانويل ماكرون، يوم الاثنين في باريس، مؤتمر «اختر أوروبا للعلوم» لجذب الباحثين الأجانب، وخاصة الأمريكيين. وترى نجاة فالو بلقاسم أن هذا يتناقض مع الرغبة في تقليل اندماج الأجانب. وقالت: «نحن بصدد التراجع عن كل ما يمكن أن يساهم في تحسين الاندماج والسماح للأجانب الذين يأتون للاستقرار على أراضينا بالاندماج في مجتمعنا. هذا متعارض تمامًا مع ما يحدث في البلدان الأخرى»، مستشهدة على سبيل المثال بسياسات الاندماج في ألمانيا وإسبانيا.

وبرر وزير الداخلية قراره بالإشارة إلى زيادة قدرها 8٪ في التجنيس في عام 2024 مقارنة بعام 2023. وترى نجاة فالو بلقاسم أن هذا مجرد تأثير تراكمي: «إن المديرية العامة للأجانب في فرنسا ليست مجهزة بما يكفي لتنفيذ إجراءات تجنيس الأشخاص الذين يستوفون المعايير تمامًا في الوقت المناسب. ومن هنا جاءت التأخيرات المتراكمة». ووفقًا لها، «يجب على السيد روتاليو أن يبدأ بمنح إدارته الموارد اللازمة لتنفيذ القرارات التي يتخذها بدلاً من قضاء وقته في إجراء المقابلات والإعلانات الديماغوجية».

«فراغ الخطاب السياسي»

كما انتقدت الوزيرة السابقة «تخفيض عدد ساعات التدريب على اللغة الفرنسية إلى النصف» ودعت إلى تسهيل الوصول إلى دروس اللغة الفرنسية بمجرد تقديم طلب اللجوء. وأضافت أن اختبارات اللغة الفرنسية «هي بالفعل صعبة للغاية. لقد أدرك معظم الفرنسيين الذين طُلب منهم إجراء هذه الاختبارات أنهم في الواقع لن يتمكنوا من اجتيازها»، مستشهدة بـ «أمثلة لا تصدق»، بما في ذلك مثال شاب ألباني: «قبل بضعة أشهر، رُفض طلبه للحصول على الجنسية بسبب ثقافة غير كافية لأنه لم يكن يعرف، من بين أمور أخرى، اسم وزير الاقتصاد أو من أمر ببناء قوس النصر».

تأسف نجاة فالو بلقاسم لأن النقاش السياسي يقتصر على «قيود إدارية» تعقد حياة «آلاف الأشخاص». وهاجمت وزير الداخلية: «لدينا حقًا شعور بفراغ الخطاب السياسي الذي لا يخدم سوى المصالح السياسية الصغيرة».

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.