
في كلمات قليلة
دراسة جديدة تشير إلى أن حوالي 77% من النساء العاملات يواجهن التمييز الجنسي بشكل مستمر في مكان العمل. هذه الظاهرة تؤثر على مساراتهن المهنية وتتطلب إجراءات فعالة من قبل أصحاب العمل لمكافحتها.
كشفت دراسة حديثة أجريت بين موظفي الشركات أن 77% من النساء العاملات يواجهن بشكل منتظم أقوالاً أو قرارات تمييزية جنسياً في مكان عملهن. رغم الانخفاض الطفيف في هذه النسبة مقارنة بعام 2021 (حيث كانت 82%)، إلا أن المستوى لا يزال يُعتبر "مقلقاً".
يأخذ التمييز الجنسي في العمل أشكالاً متعددة. ثلاث من كل أربع نساء مستطلعات يواجهن نكاتاً تمييزية جنسياً بشكل منتظم، وهي ظاهرة لم تتغير وتيرتها منذ عام 2023. وتقول حوالي 40% من المستطلعات إنهن تعرضن لمناداتهن بصفات تمييزية من قبل الرجال (مثل "يا جميلة" أو "يا آنسة"...)، بينما يرى نصف الرجال أن هذه التعبيرات ودية أو حتى مجاملة.
اثنتان من كل ثلاث نساء ذكرن أنهن عانين من سلوك تمييزي جنسياً خلال الاجتماعات، وهي مواقف غالباً ما تكون غير مرئية لـ 64% من زملائهن الذكور. علاوة على ذلك، ولتجنب التعرض لمثل هذه السلوكيات، تقول 57% من النساء إنهن يتبعن استراتيجيات لتجنبها (مثل اختيار ملابس معينة، أو تجنب مواقف أو أشخاص معينين) لحماية أنفسهن. وكانت النسبة نفسها تفعل ذلك في عام 2023.
تناولت الدراسة أيضاً قضايا الأجور، التقدم الوظيفي، وتقييم الكفاءات. أكثر من نصف النساء يقلن إنهن يحصلن على أجر أقل من نظرائهن الرجال عن نفس العمل. وبالنسبة لسبع من كل عشر نساء، فإن الأمومة تشكل عائقاً أمام التقدم في المسار المهني. كما تعرضت واحدة من كل امرأتين للتشكيك في كفاءتها بسبب جنسها.
تكشف الدراسة أيضاً أن تسعة من كل عشرة موظفين، من الجنسين، يقرون بأن الأقوال والسلوكيات التمييزية الجنسية تضر بالرفاهية في العمل، الثقة بالنفس، وصحة المرأة. ولذلك، فإن معاقبة مرتكبي هذه الأقوال والسلوكيات هي، في نظر الموظفين، الإجراء ذو الأولوية القصوى الذي يجب تنفيذه.
فيما يتعلق بالإجراءات، تشدد الدراسة على أن أصحاب العمل يلعبون دوراً أساسياً وفعالاً في مكافحة التمييز الجنسي. تظهر النتائج أن السياسات الداخلية التي تتبناها المنظمات الملتزمة بمكافحة التمييز لها تأثير إيجابي. ففي هذه المنظمات، يشعر 77% من النساء و86% من الرجال بوجود التزام حقيقي من قبل إداراتهم، مقارنة بـ 58% من النساء و72% من الرجال في المتوسط الوطني. كما يتقدم الشعور بالأمان: 66% من النساء العاملات في الهياكل الملتزمة يشعرن بالأمان، مقارنة بـ 58% في المتوسط الوطني. المشاركة في التدريب أيضاً أكثر انتشاراً لدى أصحاب العمل الملتزمين علناً. ومع ذلك، أكثر من نصف النساء يعتبرن أن شركتهن يجب أن تبذل المزيد من الجهود للقضاء على التمييز الجنسي.
تستند هذه النتائج إلى مسح وطني واسع النطاق شمل آلاف الموظفين من شركات مختلفة، بالإضافة إلى عينة تمثيلية من السكان العاملين في البلاد.