تسارع السباق نحو قصر الإليزيه 2027: الانتخابات الرئاسية الفرنسية تنطلق قبل عامين من موعدها

تسارع السباق نحو قصر الإليزيه 2027: الانتخابات الرئاسية الفرنسية تنطلق قبل عامين من موعدها

في كلمات قليلة

السباق الانتخابي في فرنسا لانتخابات 2027 بدأ بشكل أسرع بكثير من المعتاد. في ظل عدم اليقين بين الناخبين وعدم قدرة ماكرون على الترشح، يتركز الاهتمام بشكل خاص على حزب «التجمع الوطني» والصراع على القيادة بين مارين لوبان وجوردان بارديلا.


يبدو الزمن السياسي أحياناً متوقفاً، وفي أحيان أخرى يتسارع فجأة. الأسبوع الذي انقضى ينتمي بلا شك إلى الفئة الثانية. فقبل عامين من موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يفتتح «السباق الأولي» الذي بدأ بالفعل فترة محورية، حيث سيتم مراقبة كل كلمة، كل موقف، وكل مبادرة يقوم بها مسؤول عام في ضوء انتخابات عام 2027.

وفقاً لاستطلاعات رأي حديثة، يتطلع ما يقرب من ستة من كل عشرة فرنسيين (59%) بفارغ الصبر إلى موعد انتخابات 2027. ولكن، بالرغم من حماس الناخبين لفكرة التصويت، فإن ثلث البلاد فقط (27%) قد حسموا خيارهم حتى الآن، بينما تظل أغلبية واضحة (58%) غير قادرة على ذكر مرشح مثالي في هذه المرحلة.

في سياق سياسي غير مسبوق، حيث يمنع الدستور إيمانويل ماكرون من الترشح لولاية أخرى، وحيث أفرزت الانتخابات التشريعية بعد حل البرلمان جمعية وطنية يصعب حكمها بدون أغلبية واضحة، يرغب الفرنسيون بالإجماع تقريباً في قطيعة واضحة مع السياسة الحالية، لكنهم لا يعرفون بعد لمن سيصوتون بعد عامين.

يتركز الاهتمام بشكل كبير على حزب «التجمع الوطني» (RN). فبالرغم من تصدر رموزه الرئيسية - مارين لوبان وجوردان بارديلا - لاستطلاعات الرأي، يمر الحزب باضطرابات قوية. التكهنات حول وجود عائق قانوني محتمل يواجه مارين لوبان (بسبب قضية مساعدي البرلمانيين الأوروبيين) تثير تساؤلات حول ترشحها للانتخابات الرئاسية. في هذا السياق، يستعد زعيم الحزب جوردان بارديلا، الذي اختارته لوبان ليكون رئيساً للوزراء في حال فوزها، لتولي دور المرشح الرئيسي إذا لم تتمكن مارين لوبان من الترشح.

هذا الوضع يخلق توتراً داخلياً في «التجمع الوطني». بدأ الحزب بالفعل في البحث عن الـ 500 توقيع ضروري من النواب لتقديم مرشح للرئاسة، لكن لا يزال من غير الواضح من ستحمل الراية في عام 2027 - مارين لوبان أم جوردان بارديلا. تعتبر قيادة الحزب أنه من «غير المسؤول» السماح لجدول لوبان القضائي الشخصي بتعريض الجدول السياسي للحزب للخطر.

على هذه الخلفية، يلقي قادة «التجمع الوطني» خطابات نارية أمام مؤيديهم، مندّدين بـ«اللعبة الخبيثة» لاضطهاد المعارضين وتجريم الخصوم. في الوقت نفسه، تعبّر أحزاب اليسار عن قلقها من عملية «إزالة شيطنة» حزب التجمع الوطني، معتبرة أنها مجرد استراتيجية بحتة وتهدف إلى تجنب سيناريو يصبح فيه حزب لوبان، الذي يمثل جزءاً كبيراً من الناخبين، ضمن الدائرة السياسية «المعقولة».

يشير المحللون إلى أن عصر «التجارة اللطيفة» بأوهامها ومسكوت عنها يفسح المجال لعالم أكثر قسوة بشكل علني، حيث تدافع الإمبراطوريات عن مصالحها دون حياء. في هذا الواقع الجديد، يرى بعض السياسيين أنه من الضروري كسر روح التقليل من الذات الضارة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.