
في كلمات قليلة
في فرنسا، يُناقش مشروع قانون حول الحق في "المساعدة على الموت". هيئة الصحة العليا ذكرت أنه لا يمكن التنبؤ بدقة بمدة حياة المريض، مقترحةً أخذ معاناته وجودة حياته في الاعتبار بدلاً من ذلك. هذا الرأي قد يؤثر على مناقشات البرلمان.
تشهد فرنسا نقاشاً مكثفاً حول مشروع قانون مقترح يتعلق بـ "المساعدة على الموت". أحد الجوانب الأكثر حساسية وتعقيداً في هذا النقاش هو تحديد اللحظة التي يمكن فيها للمريض المؤهل الحصول على هذه المساعدة. وقد أصدرت هيئة الصحة العامة العليا رأياً قد يؤثر على المناقشات البرلمانية المرتقبة.
أكد خبراء الهيئة أنه من المستحيل التنبؤ بدقة بالوقت المتبقي لحياة مريض معين يعاني من مرض خطير وغير قابل للشفاء (على سبيل المثال، ما إذا كان سيعيش "أسابيع قليلة أو ستة أشهر أو عام"). هذا الاستنتاج يلقي بظلال من الشك على أحد المعايير الأساسية في مشروع القانون الأولي، والذي كان يتطلب أن يكون "التشخيص الحياتي للمريض على المدى القصير أو المتوسط".
بدلاً من الاعتماد على توقع زمني غير دقيق، تقترح هيئة الصحة العامة العليا التركيز على الشعور الذاتي للمريض بالمعاناة وجودة الحياة المتبقية. وفقاً للخبراء، فإن هذا النهج أكثر واقعية نظراً لعدم القدرة على التنبؤ بمسار العديد من الأمراض.
جاء رأي الهيئة بطلب من الحكومة الفرنسية في إطار التحضير لمناقشة مشروع القانون في الجمعية الوطنية (البرلمان)، المقرر أن تبدأ في 12 مايو. هذا الرأي يضيف حالة من عدم اليقين ويثير تساؤلات حول صياغة أحد الشروط الرئيسية لتقديم "المساعدة على الموت" كما وردت في مشروع القانون.
كان من المفترض في البداية أن يقتصر الوصول إلى الإجراء على المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة وغير قابلة للشفاء مع توقع حياة يتراوح بين ستة أشهر وعام. كان هذا القيد يهدف إلى تضييق نطاق الأشخاص الذين يحتمل أن يكونوا مؤهلين لطلب "المساعدة على الموت". ومع ذلك، فإن موقف هيئة الصحة العامة العليا يشير إلى صعوبة التطبيق العملي لهذا المعيار ويقترح مقاربة بديلة تعتمد على تقييم المعاناة وجودة الحياة، وذلك في إطار النقاشات القانونية الدائرة في فرنسا.