
في كلمات قليلة
تاريخ انتخابات الباباوات (المجامع المغلقة) من عام 1939 إلى عام 2013. قصة كيف لم يفز المرشحون الأوفر حظاً دائماً، والانتخابات المفاجئة مثل يوحنا بولس الثاني وفرنسيس.
عملية انتخاب البابا، المعروفة باسم المجمع المغلق (الكونكلاف)، هي حدث يتابعه العالم بأسره. تحكم هذه العملية قواعد صارمة وتقاليد قديمة، لكن التاريخ يظهر أن النتيجة غالباً ما تكون غير متوقعة تماماً، لتفاجئ الجميع.
هناك مثل معروف يقول: «من يدخل المجمع المغلق بصفته بابا، يخرج منه بصفته كاردينالاً». هذا القول يبرز عدم القدرة على التنبؤ بالانتخابات وحقيقة أن المرشحين الأوفر حظاً لا يصلون دائماً إلى الكرسي البابوي. في تاريخ البابوية خلال المائة عام الماضية، لم تتحقق هذه القاعدة دائماً، ولكن هناك أمثلة واضحة لانتخابات غير متوقعة.
بين عامي 1939 و 2013، تم انتخاب سبعة باباوات. بعض الكرادلة كانوا يعتبرون حقاً «بابابيل» – أي المرشحين الأكثر ترجيحاً – وتم انتخابهم بالفعل. كان هذا حال بيوس الثاني عشر في عام 1939، وبولس السادس في عام 1963، وبنديكتوس السادس عشر في عام 2005. على سبيل المثال، الكاردينال أوجينيو باتشيلي (الذي أصبح فيما بعد بيوس الثاني عشر) كان وزير خارجية البابا السابق ويعتبر المرشح الأوفر حظاً قبيل الحرب العالمية الثانية.
لكن التاريخ شهد أيضاً استثناءات مدهشة. لم يتوقع أحد انتخاب كارول فويتيلا، الذي أصبح البابا يوحنا بولس الثاني، في عام 1978. كان فوزه بمثابة مفاجأة كبرى وأول انتخاب بابا غير إيطالي منذ أكثر من 450 عاماً. وبنفس القدر من المفاجأة كان انتخاب الكاردينال خورخي ماريو بيرغوليو، الذي اتخذ اسم فرنسيس، في عام 2013. هذه الانتخابات تظهر بوضوح أن الروح القدس، وفقاً لمعتقدات الكنيسة الكاثوليكية، يمكن أن يقود إلى السلطة مرشحين لم يكونوا يعتبرون من الأوفر حظاً.
إن تاريخ هذه المجامع المغلقة، المليء بالأحداث الخفية والمفاجآت، يؤكد على تفرد وتعقيد عملية اختيار رأس الكنيسة الكاثوليكية، حيث غالباً ما تفسح تنبؤات الخبراء المجال لإرادة الكرادلة.