
في كلمات قليلة
أحمد الشرع يتولى منصب الرئيس المؤقت لسوريا بعد سقوط نظام الأسد. تتباين التقييمات حول شخصيته وقدراته، بينما يسعى لتعزيز سيطرته على بلد يعاني من الدمار وتحديات أمنية وإقليمية كبيرة.
بعد سقوط نظام بشار الأسد، تدخل سوريا مرحلة جديدة مع تولي أحمد الشرع منصب الرئيس المؤقت. تتباين الآراء حول شخصيته ونواياه، حيث يصفه البعض بأنه "إسلامي انتهازي وقادر على التطور"، بينما يخشى آخرون، بمن فيهم سوريون معارضون، أن يكون مجرد قائد سابق في فصيل جهادي يخفي أجندته الحقيقية.
في محاولة لفهم هذا اللغز بعد شهرين من سقوط الديكتاتور، تم إجراء مقابلات مع وزراء خارجية ودبلوماسيين متعددين من الشرق الأوسط ودول أخرى، بالإضافة إلى مقربين من الشرع الذي اختاره قادة الفصائل المسلحة رئيساً مؤقتاً لسوريا. من المقرر أن يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس السوري المؤقت في قصر الإليزيه الأربعاء القادم.
يصف أحد وزراء الخارجية الذي التقى به لمدة ثلاث ساعات الشرع بأنه "ذكي بشكل خطير"، ملخصاً رأياً واسع الانتشار بين من قابلوه. ويضيف: "وجدته مطلعاً للغاية، على الصعيدين الدولي والإقليمي. لقد تفاجأت بمعرفته التي تأتي من شخص يعتبر جهادياً ولم يتلق تعليماً تقليدياً".
رغم بعض التنازلات المحدودة، يبدو أن أحمد الشرع يعزز سيطرته على بلد مقسم ومدمر. تواجه سوريا تحديات هائلة، بما في ذلك تدهور الوضع الأمني وانتشار الجرائم وأعمال العنف في مناطق مثل ضواحي دمشق وحمص، بالإضافة إلى تزايد الانتهاكات ضد الأقليات. ورغم العقوبات الاقتصادية الثقيلة المفروضة على دمشق، لوحظ عودة أولية لبعض المستثمرين إلى البلاد بعد سقوط نظام الأسد.
على الصعيد الإقليمي، يشهد المشهد السوري تحولات بعد انسحاب جزئي لإيران وروسيا وتراجع الدور الأمريكي، مما أدى إلى صراع بين قوتين إقليميتين. كثفت الطائرات الإسرائيلية قصفها ضد أهداف مختلفة في سوريا، معلنة معارضتها لإقامة مواقع عسكرية تركية وداعية لحماية طائفة الدروز في سوريا، مما يزيد التوترات بين إسرائيل وسوريا.
تبقى الأوضاع في سوريا معقدة ومتغيرة، وشخصية أحمد الشرع في قلب الحكومة الجديدة تحظى باهتمام دولي كبير في ظل سعي الجميع لفهم مستقبل البلاد بعد عقود من حكم بشار الأسد.