تقرير فرنسي يوصي بتخفيض شامل للعقوبات لمعالجة اكتظاظ السجون ووزير العدل يرفض بشدة

تقرير فرنسي يوصي بتخفيض شامل للعقوبات لمعالجة اكتظاظ السجون ووزير العدل يرفض بشدة

في كلمات قليلة

تقرير لبعثة خبراء في فرنسا يقترح حلاً جذرياً لمشكلة اكتظاظ السجون يتمثل في تخفيض استثنائي شامل للعقوبات، بسبب بلوغ نسبة الإشغال 133%. لكن وزير العدل جيرالد دارمانان أعلن رفضه الصريح لهذه التوصية، رغم دعمها من العديد من المتخصصين في القطاع.


باريس - في مواجهة الأزمة المتفاقمة لاكتظاظ السجون في فرنسا، اقترحت بعثة طوارئ شكلتها وزارة العدل حلاً غير متوقع. ومع ذلك، أبدى الوزير الحالي للعدل رفضه القاطع لهذا الاقتراح.

ووصفت البعثة الوضع بأنه "حالة طوارئ تماثل الأزمة الصحية"، وأوصت في تقريرها بإجراء "تخفيض استثنائي عام للعقوبات" يشمل "جميع" السجناء المدانين، باستثناءات محددة.

وكان التقرير، الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، قد تم تكليف بإعداده في نوفمبر الماضي من قبل الوزير السابق للعدل ديدييه ميغو، وتولت المهمة مجموعة من المتخصصين في القطاع (قضاة، مدير سجن، محامية). وقد تم تسليمه في مارس الماضي لخليفته، جيرالد دارمانان.

كتب المؤلفون في التقرير: "يجب التعامل مع الاكتظاظ الآن على حقيقته: حالة طوارئ". وتشهد أعداد السجناء تسجيل أرقام قياسية جديدة كل شهر؛ ففي الأول من أبريل، بلغ عدد السجناء 82,921 سجيناً مقابل 62,358 مكاناً متاحاً، مما يعني نسبة اكتظاظ إجمالية بلغت 133%.

الاجراء المقترح مستوحى من الإجراء الذي تم اتخاذه خلال فترة الإغلاق بسبب كوفيد في ربيع عام 2020، والذي سمح لأول مرة منذ 20 عاماً بالنزول بنسبة الإشغال في السجون إلى ما دون 100%.

يقترح التقرير أن يحدد المشرع "بشكل عاجل" "تخفيضاً استثنائياً للعقوبات" ينطبق على جميع السجناء المدانين الذين يقضون أحكامهم في مراكز الاحتجاز، "رهناً بالاستثناءات التي يحددها البرلمان".

لضمان "القبول" الشعبي، يوصي التقرير بتحديد مدة عقوبة لا ينطبق عليها هذا الإجراء (كما حدث خلال كوفيد، حيث لم يشمل المدانين بجرائم العنف الأسري، الجرائم الجنائية الخطيرة، والإرهاب)، بالإضافة إلى تحديد مدة التخفيض (التي كانت شهرين في تلك الفترة).

لتجنب تلاشي الآثار الإيجابية للقرار، كما حدث بعد الجائحة، يرى المؤلفون أن هذا الإجراء يجب أن يكون قابلاً "للتكرار" بمجرد تجاوز نسبة الإشغال الوطنية في السجون عتبة 100% مرة أخرى.

لكن محيط وزير العدل جيرالد دارمانان أعلن السبت بعد الظهر أن الوزير "ليس مؤيداً إطلاقاً" لهذا الاقتراح.

وعلى الرغم من ذلك، فإن آلية تنظيم عدد السجناء هذه مطلب لمعظم الجهات المعنية منذ سنوات. يعزو المؤلفون "التحفظ الشديد للممثلين السياسيين" في التعامل مع هذا الاقتراح إلى أن "الرأي العام لا يزال يعتبر العدالة الفرنسية متساهلة إلى حد كبير".

ويشيرون إلى أن الأرقام تثبت أن الاستجابة الجنائية "لم تكن يوماً بهذا القدر من القوة، وأن مدة أحكام السجن تتزايد"، مؤكدين على تناقض هذا التصور الشعبي مع الواقع.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.