
في كلمات قليلة
توصلت الهند وباكستان لاتفاق وقف إطلاق النار بعد تصعيد عسكري مؤخراً في كشمير بوساطة أمريكية. على الرغم من الهدوء المؤقت، لا يزال هناك توتر شديد يتعلق بالسيطرة على موارد مياه نهر السند، مما يثير تهديداً بنشوب صراع جديد.
رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لا يزال التوتر شديداً بين الهند وباكستان، القوتين النوويتين في جنوب آسيا. جاء الاتفاق بعد مواجهة عسكرية هي الأكثر دموية بين البلدين منذ عقود.
بدأ سريان وقف إطلاق النار مساء السبت بالتوقيت المحلي، وعادت الهدوء النسبي الأحد على طول الحدود وخط السيطرة الذي يفصل الشطر الهندي من كشمير عن الشطر الباكستاني. تصاعد العنف الأخير جاء بعد هجوم وقع في كشمير الهندية في 22 أبريل، والذي ألقت نيودلهي اللوم فيه على جماعة إسلامية متشددة مقرها في باكستان.
لعبت الدبلوماسية الدولية دوراً حاسماً في التهدئة. أجرى مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى، بما في ذلك وزير الخارجية ونائب الرئيس، مكالمات مكثفة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الباكستاني شهباز شريف، بالإضافة إلى وزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي في البلدين. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار جاء نتيجة محادثات مكثفة جرت تحت رعاية الولايات المتحدة.
ومع ذلك، حتى مع عودة الهدوء العسكري، يحذر المحللون من أن الخلافات الأساسية بين البلدين باقية. أحد أبرز نقاط التوتر المحتملة في المستقبل تتعلق بالسيطرة على الموارد المائية. تشير تقارير إلى أن نيودلهي قد تسعى لاستخدام روافد نهر السند، الذي يعتبر شريان حياة رئيسياً لباكستان، كورقة ضغط ضد جارتها. هذا يثير مخاوف من اندلاع ما يُعرف بـ "حرب المياه"، وهو شكل جديد من أشكال الصراع قد ينشأ حول الوصول إلى المياه العذبة والتحكم فيها.
يبقى النزاع التاريخي على منطقة كشمير هو لب الصراع بين الهند وباكستان منذ تقسيم الهند البريطانية قبل نحو 80 عاماً. الصدامات الأخيرة أكدت عمق هذا العداء والمخاطر الحقيقية لنشوب حرب مفتوحة بين دولتين مسلحتين نووياً. وعلى الرغم من الهدوء الحالي، يراقب المجتمع الدولي الوضع بقلق، مدركاً أن السلام الهش يمكن أن يتعرض للانتهاك في أي لحظة.