
في كلمات قليلة
عادت مناقشات مشروع قانون ينظم "نهاية الحياة" في فرنسا إلى الجمعية الوطنية، مسببة جدلاً حاداً بين المؤيدين الذين يرونه حقاً جديداً ضمن ضوابط، والمعارضين الذين يرون أنه يذهب بعيداً جداً ويهدد الرعاية التلطيفية.
عاد مشروع قانون ينظم قضايا "نهاية الحياة" في فرنسا إلى الجمعية الوطنية لإعادة النظر فيه، وهو موضوع يثير جدلاً مجتمعياً حاداً. قبيل بدء المناقشات البرلمانية، طرحت نائبة في البرلمان وطبيب رعاية تلطيفية وجهات نظر متضاربة حول المقترح.
كانت ساندرينا روسو، النائبة البرلمانية عن حزب الخضر في باريس، وألكسيس بورنو، طبيب طب الطوارئ والرعاية التلطيفية في معهد كوري، ضيفين في حوار ناقشا خلاله مشروع قانون نهاية الحياة الذي يعود للجدل في الجمعية الوطنية.
يعتقد الدكتور ألكسيس بورنو أن مشروع قانون نهاية الحياة، الذي سيبدأ مناقشته في البرلمان، يذهب "بعيداً جداً". ويقول عبر وسائل الإعلام إن "هذا القانون سيشمل أشخاصاً كان يمكن أن يكتفوا بالحصول على المزيد من الرعاية، المزيد من التضامن، لكنهم ينجرفون إلى موافقة هشة للغاية، لعدم وجود بديل آخر"، حسب حجته.
على النقيض من ذلك، وصفت النائبة البيئية ساندرينا روسو، التي شاركت بنشاط في صياغة نص توافقي داخل اللجنة البرلمانية، القانون بأنه "نص طمأنينة وهدوء". وأكدت أنه "قانون أكثر تقييداً فيما يتعلق بالوصول إلى حق الموت، مع معايير تراكمية تحيط بشكل كبير الوصول إلى هذا الحق الجديد". قررت الحكومة تقسيم هذا القانون إلى شقين: جزء مخصص لـ"المساعدة على الموت"، وجزء آخر مخصص للرعاية التلطيفية.
لتقنين الحق الجديد في المساعدة على الموت، تضع الحكومة مجموعة من الضمانات بخمسة معايير أساسية: أن يكون الشخص بالغاً، فرنسي الجنسية، مصاباً بمرض "خطير وغير قابل للشفاء". يجب أن يعبر المريض أيضاً عن معاناة جسدية أو نفسية لا تحتمل، وأن يكون قادراً على التعبير عن إرادته "بشكل حر ومستنير".
يعبر الدكتور ألكسيس بورنو، الذي يتعامل مع مرضى الرعاية التلطيفية، عن قلقه بالقول: "هذا القانون يسمح بالوصول إلى الموت، أي القتل الرحيم أو المساعدة على الانتحار، لأشخاص كان أمامهم سنوات للعيش وكان من الممكن توفير سبل للتخفيف عنهم". ويعترف الطبيب بأن "مشروع القانون قد يقدم خدمة لعدد قليل من الأشخاص الذين قد يكون هذا آخر خدمة ممكنة بعد تجربة كل شيء آخر"، لكنه يخشى "الانزلاق" وسهولة الوصول إلى المساعدة على الموت. ويلاحظ أيضاً أن "مشروع القانون الحالي لا علاقة له بنهاية الحياة. فكلمة نهاية الحياة لم تُذكر مرة واحدة في المشروع بأكمله. ويُشار إليها على أنها ملاذ أخير". كما يتساءل عن مفهوم "المرحلة المتقدمة" المنصوص عليه في المادة 4، والذي لم يتم تعريفه.
في مواجهة مخاوف المهنيين الطبيين، تذكر ساندرينا روسو بأن القانون، من خلال هذه المعايير التراكمية، "يسمح بالمساعدة النشطة على الموت فقط للأشخاص الذين تتدهور حالتهم". وتضيف: "إذا أصبحت المعاناة شديدة لدرجة أنه لم يعد بالإمكان تحملها، فإن هؤلاء الأشخاص يعلمون أن بإمكانهم الحصول على هذا الحق".