محامٍ فرنسي بارز: مقارنة غزة بأوشفيتز 'غير لائقة' وتكشف انحياز الإعلام العام

محامٍ فرنسي بارز: مقارنة غزة بأوشفيتز 'غير لائقة' وتكشف انحياز الإعلام العام

في كلمات قليلة

انتقد محامٍ وكاتب فرنسي بارز بشدة مقارنة وضع غزة بمعسكر أوشفيتز النازي التي وردت في برنامج تلفزيوني فرنسي، معتبراً إياها مقارنة غير لائقة ومستخدماً الحادث لتسليط الضوء على ما يراه انحيازاً في الإعلام الفرنسي العام تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.


انتقد المحامي والكاتب الفرنسي المعروف جيل-غيوم غولدناديل بشدة بعدما تم مقارنة الوضع في غزة بمعسكر الاعتقال النازي أوشفيتز خلال برنامج تلفزيوني فرنسي شهير. وصف غولدناديل هذا التشبيه بأنه غير لائق واستخدم الحادث لتسليط الضوء على ما يعتبره انحيازاً في وسائل الإعلام العامة.

في مقال له، أشار غولدناديل، الذي يشتهر بانتقاده للإعلام العام الفرنسي بسبب ما يراه نقصاً مزمناً في التعددية يموله دافعو الضرائب، إلى أنه مستاء منذ فترة طويلة من التحيزات الأيديولوجية في وسائل الإعلام. كان ينوي الكتابة عن أمثلة أخرى للانحياز، مثل تغطية شخصيات سياسية معينة أو أحداث.

لكن حادثة مقارنة غزة بأوشفيتز، التي وردت على لسان أحد مقدمي البرنامج التلفزيوني، كانت صادمة بالنسبة له. يلاحظ غولدناديل أن حتى مضيفة البرنامج، رغم خبرتها، لم تفكر في دحض هذه المقارنة البغيضة، بل أضافت، على حد تعبيره، مقترحةً بـ"كرم مصطنع" أن "أوشفيتز هذا" لا يمكن نسبه "لجميع الإسرائيليين"، الأمر الذي زاد الوضع سوءاً في رأيه.

ذكّر الكاتب بأنه قد وردت في السابق مقارنات مثيرة للجدل في الإعلام العام، مثل مقارنة غزة بغيتو وارسو، بعد أيام قليلة فقط من أحداث 7 أكتوبر. كما ذكر أن أحد الضيوف في برنامج آخر وصف وزير الصحة في حماس بـ"الرجل الرائع".

يقارن غولدناديل الحادثة بحادثة أخرى حيث تم مقارنة سياسي بغوبلز على قناة أخرى في بث مباشر. في تلك الحالة، قدمت كل من القناة والمقدمة وحتى نقابات الصحفيين اعتذارات. لكن في حالة مقارنة غزة بأوشفيتز، ووفقاً لغولدناديل (حتى وقت كتابة النص الأصلي)، اعتذر فقط المقدم الذي أدلى بالتعليق. لم تعرب لا القناة التلفزيونية، ولا المذيعة الرئيسية، ولا نقابات الصحفيين عن أي أسف.

يستنتج المؤلف أن في الوضع الحالي، "نزع صفة النزاهة" عن دولة الشعب اليهودي، الذي عانى من الهولوكوست وكان ضحية مجزرة، يُنظر إليه بشكل مختلف عن انتقاد زعيم حزب متطرف. يعتبر غولدناديل أنه لا جدوى من محاولة شرح الصراع في غزة بشكل عقلاني في سياق مثل هذا اللاعقلانية، لكنه يشير إلى سببين: الهوس بإسرائيل ("صهيون") والقضية اليهودية، والتساهل اللامحدود مع الأصولية الإسلامية الأكثر وحشية.

كما ينتقد وسائل الإعلام العامة لتقديمها معلومات عن عدد الضحايا في غزة بناءً على بيانات "الدفاع المدني" دون التوضيح الكافي أن حماس تقف فعلياً وراء هذه المنظمة ذات الاسم الجذاب. يؤكد غولدناديل أن مثل هذه الممارسة تتعارض مع متطلبات الصدق والموضوعية المطلوبة في البث العام.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.