علماء يحددون بدقة أكبر توزيع «المادة المفقودة» في الكون: اكتشافها في هالات المجرات والخيوط الكونية

علماء يحددون بدقة أكبر توزيع «المادة المفقودة» في الكون: اكتشافها في هالات المجرات والخيوط الكونية

في كلمات قليلة

ساعدت دراسات جديدة العلماء على فهم أفضل لموقع جزء كبير من المادة العادية في الكون التي لم يتم العثور عليها سابقًا. تم اكتشافها على شكل سحب غازية ساخنة متخلخلة تملأ الفضاء حول المجرات وتشكل خيوطًا كونية واسعة النطاق.


بالنسبة لعلماء الكونيات، فإن تكوين عالمنا معروف إلى حد ما، لكنه يثير العديد من الأسئلة. يتألف الكون تقريبًا من 69.2% من الطاقة المظلمة الغامضة، المسؤولة عن التوسع المتسارع للكون. حوالي 25.9% هي المادة المظلمة - مادة غير مرئية تظهر تأثيرها الجاذبي فقط وتشكل شبكة كونية تعطي هيكلاً للكون. و4.9% فقط هي المادة العادية، أو الباريونية، التي نتكون منها، بالإضافة إلى النجوم والكواكب والمجرات وسحب الغاز والغبار التي تملأ الفضاء الكوني.

تم تحديد هذه «الوصفة» الكونية الغريبة من خلال دراسة إشعاع الخلفية الكونية الميكروي - الضوء الأول المنبعث بعد حوالي 380,000 سنة من الانفجار العظيم. ومع ذلك، لفتة طويلة، كانت هناك مشكلة مستمرة: لم يتمكن الفلكيون من اكتشاف كل المادة الباريونية المتوقعة من النماذج في المواقع المعروفة (المجرات، التجمعات النجمية). ظهرت مشكلة «الباريونات المفقودة».

لكن الدراسات الحديثة، التي تعتمد على دمج بيانات من عمليات رصد مختلفة للكون، سمحت بتحديد موقع هذه المكونات المراوغة بشكل أفضل. اتضح أن جزءاً كبيراً من المادة الباريونية «المفقودة» موجود على شكل سحب غازية ساخنة وشديدة التخلخل. هذه السحب غير مرئية في الضوء العادي، ولكنها تظهر نفسها بطرق أخرى.

تمتد هذه الهياكل الغازية العملاقة حول المجرات، وتملأ الفضاء داخل هالات جاذبيتها، والأهم من ذلك، أنها تشكل خيوطاً ممتدة بين المجرات (الخيوط الكونية) التي تربط تجمعات المجرات، مشكلة بذلك البنية واسعة النطاق للكون. توضيح موقع وخصائص هذه المادة الباريونية الساخنة في الخيوط الكونية وهالات المجرات يقرب العلماء من حل لغز قديم حول توزيع المادة العادية في الكون، ويؤكد التوقعات النظرية بوجود شبكة كونية واسعة من الغاز المتخلخل.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.