أزمة نقص الأطباء في فرنسا: هل أصبحت حرية العمل للأطباء امتيازاً على حساب المناطق المحتاجة؟

أزمة نقص الأطباء في فرنسا: هل أصبحت حرية العمل للأطباء امتيازاً على حساب المناطق المحتاجة؟

في كلمات قليلة

تعاني مناطق واسعة في فرنسا من نقص حاد في الأطباء، ما دفع الحكومة للنظر في سبل تنظيم أماكن عملهم. هذا الأمر يثير غضب الأطباء الذين يعتبرون ذلك تعدياً على حريتهم المهنية.


تتفاقم مشكلة نقص الأطباء في المناطق الريفية والنائية في فرنسا، وهو ما يُعرف بـ «الصحاري الطبية». ووفقاً لتصريحات رئيس الوزراء، فإن ما يقرب من 87% من الأراضي الفرنسية يمكن وصفها بأنها تعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية المتاحة.

تبحث الحكومة عن حلول لهذه الأزمة المزمنة التي تؤثر على حياة ملايين المواطنين، لا سيما كبار السن وسكان المناطق الأقل كثافة سكانية. ومن بين الحلول المطروحة كانت فكرة تنظيم «حرية الأطباء في اختيار مكان عملهم»، بحيث يتم توجيههم للعمل في المناطق التي تعاني من النقص لسد الفجوة.

لكن هذه المقترحات قوبلت برفض شديد من قبل نقابات الأطباء والمختصين، الذين نظموا إضرابات واحتجاجات واسعة. يعتبر الأطباء أن محاولة فرض قيود على مكان عملهم هي انتهاك لحريتهم المهنية وحقهم في الاستقرار حيث يرغبون.

بالنسبة للعديد من سكان هذه «الصحاري الطبية»، مثل السيدة سوزان البالغة من العمر 72 عاماً، أصبح العثور على طبيب مهمة صعبة للغاية. يضطر الناس للسفر لمسافات طويلة أو الانتظار لفترات طويلة للحصول على موعد، مما يؤثر سلباً على صحتهم وقدرتهم على الحصول على الرعاية اللازمة في الوقت المناسب.

في مواجهة الرفض الطبي، تراجعت الحكومة عن فكرة التنظيم المباشر، لكنها لا تزال تضغط من أجل إجراءات تلزم الأطباء بقضاء بضعة أيام على الأقل في السنة لتقديم الاستشارات في المناطق الأكثر احتياجاً. ويستمر الجدل حول ما إذا كانت حرية الطبيب في الاستقرار بالمدن الكبرى قد تحولت إلى امتياز في ظل معاناة سكان المناطق الريفية من غياب الرعاية الصحية.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.