
في كلمات قليلة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده للتوصل إلى اتفاق لإنهاء العملية العسكرية في غزة، شريطة نفي حركة حماس ونزع سلاح القطاع. يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد العمليات العسكرية، وارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين، واستئناف المفاوضات غير المباشرة.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه منفتح على اتفاق يتضمن إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة، الذي يشهد قتالاً عنيفاً أسفر عن سقوط عشرات القتلى الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال، في غارات جوية مكثفة.
وأضاف مكتب نتنياهو، في بيان، أن أي اتفاق يجب أن يتضمن «نفي» حركة حماس و«نزع سلاح» القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر الذي يعاني من أكثر من 19 شهراً من الحرب.
جاءت هذه التصريحات بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي عن تكثيف حملته الجوية والبرية في غزة بهدف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس وهزيمة الحركة. أثار تصعيد العمليات انتقادات دولية واسعة.
وأشار مكتب نتنياهو إلى أن «فريق التفاوض في الدوحة يعمل على استنفاد كافة إمكانيات التوصل إلى اتفاق»، سواء في إطار الخطة المقترحة من المبعوث الأمريكي أو «في إطار إنهاء القتال الذي يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، ونفي إرهابيي حماس، ونزع سلاح غزة».
وكانت حكومة نتنياهو قد وافقت مطلع مايو على خطة «لغزو» غزة وتهجير سكانها، مما بدا وكأنه يستبعد أي مفاوضات.
في المقابل، أعلنت حركة حماس، التي سيطرت على غزة عام 2007، يوم تصعيد العمليات الإسرائيلية السبت، عن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في قطر، الدولة الوسيطة، «دون شروط مسبقة».
استأنفت إسرائيل قصفها على غزة في 18 مارس الماضي، بعد تعثر المفاوضات لتمديد هدنة استمرت شهرين. بالإضافة إلى ذلك، تحظر إسرائيل منذ 2 مارس دخول أي مساعدات إنسانية حيوية للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة في القطاع.
يستمر القصف الإسرائيلي في حصد الأرواح. أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، بمقتل 33 شخصاً في ليلة السبت إلى الأحد. وقال إن 22 فلسطينياً لقوا مصرعهم في غارات «على خيام النازحين في المواصي» (جنوباً)، وسبعة في غارة على منزلهم في جباليا (شمالاً)، وأربعة في الزوايدة (وسط) وخان يونس (جنوباً).
في مستشفى ناصر بخان يونس، تظهر صور لجثث مغطاة بأغطية بيضاء كُتبت عليها أسماء القتلى، مصفوفة على الأرض، بينما يبكي أقاربهم في الجوار. وفي موقع القصف بالمواصي، يحاول الفلسطينيون استعادة ما تبقى من ممتلكاتهم بعد تدمير خيامهم.
قالت وزارة الصحة في غزة إن «الاحتلال الإسرائيلي شدد حصاره، مع قصف مكثف حول المستشفى الإندونيسي (في بيت لاهيا)، مما منع وصول المرضى والطواقم الطبية والإمدادات الطبية، وأجبر المستشفى على الإغلاق». وأضافت أن «جميع المستشفيات الحكومية في محافظة غزة شمالاً أصبحت الآن خارج الخدمة».
تزايدت الدعوات لوقف الحرب مع توسع الهجوم الإسرائيلي. دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى «وقف المجزرة في غزة». وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني «كفى». وصرح رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بأن «شعباً كاملاً يتعرض لقوة عسكرية ساحقة وغير متناسبة».
وفي تل أبيب، احتج حشد من الإسرائيليين مجدداً مساء السبت ضد نتنياهو. قال زاهيرو شاحر مور، ابن شقيق رهينة قُتلت، أفراهام موندر: «589 يوماً من الجحيم منذ مجزرة 7 أكتوبر. وبدلاً من إعادة جميع الرهائن إلى الوطن... نتنياهو يجرنا إلى حرب سياسية لا طائل منها ستؤدي إلى مقتل الرهائن والجنود».
أسفر هجوم 7 أكتوبر عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم مدنيون، وفقاً لإحصاءات رسمية. من بين 251 شخصاً تم اختطافهم، لا يزال 57 محتجزين في غزة، أعلن الجيش عن وفاة 34 منهم.
أسفرت الهجمات الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل ما لا يقل عن 53,339 شخصاً في غزة، غالبيتهم مدنيون، وفقاً لآخر بيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.