
في كلمات قليلة
تواجه سيدة فرنسية مسنة تبلغ 78 عاماً صعوبة في استعادة شقتها في نانت، والتي يحتلها مهاجرون منذ أكثر من 18 شهراً. قضت محكمة إدارية بتعليق أمر الطرد بسبب اعتبار الساكنين "ضعفاء" وعدم توفر مأوى بديل لهم، تاركة المالكة في وضع مالي صعب.
في مدينة نانت الفرنسية، تواجه سيدة مسنة تبلغ من العمر 78 عاماً صعوبة بالغة في استعادة شقتها التي يحتلها أشخاص بشكل غير قانوني منذ أكثر من 18 شهراً. تعود الشقة لعائلة من المهاجرين، وقد ازداد الوضع تعقيداً بعد أن قررت المحكمة الإدارية تعليق قرار صادر عن المحافظة بطرد الساكنين، مبررة ذلك بـ "هشاشة" وضع العائلة.
توضح ابنة المالكة، التي تتولى إدارة شؤون والدتها عن بعد، أن الشقة المكونة من خمس غرف، والتي ورثتها والدتها عام 1998، كانت تُؤجر كمصدر دخل إضافي يكمل معاشها المتواضع البالغ 1000 يورو شهرياً. بسبب مشاكل صحية، اضطرت المالكة إلى تعليق الإيجار مؤقتاً. اكتشفت الأسرة وجود الساكنين الجدد عن طريق الصدفة في خريف عام 2023، عندما تلقوا اتصالاً من إدارة المبنى يفيد بوجود تسرب مياه في الشقة. علماً أن باب الوصول إلى المبنى مؤمن برمز رقمي.
بعد الحصول على تقرير من مندوب قضائي، تم تقديم طلب للمحافظة في ربيع عام 2024 لـ "طرد الساكنين بلا حق أو سند". أصدرت المحافظة قراراً بطرد المقيمين الغينيين. ومع ذلك، تم إبلاغ الابنة قبل ثلاثة أسابيع بأن المحكمة علّقت هذا القرار. جاء في حكم المحكمة الصادر في 19 نوفمبر 2024 أن "تنفيذ القرار المطعون فيه سيكون له أثر حرمان المتقدمين بالطعن من أي مأوى، في حين أن السيد ف. هو أب لطفلين يبلغان من العمر سنة وسنتين فقط، وأن المعنيين يؤكدون، دون منازع في ظل عدم تقديم أي مستندات من قبل السلطة المحافظة، أنهم لا يملكون أي حل سكني، رغم اتصالاتهم برقم 115 (للسكن الطارئ)، وبالتالي يؤدي إلى تفاقم هشاشة وضع الأسر". أعربت الابنة عن خيبة أملها، قائلةً: "هذا شيء لم أكن أتوقعه، في حين أن القانون الجديد كان من المفترض أن يسهّل الإجراءات".
تعاني المالكة أيضاً من تبعات مالية جسيمة؛ فهي محرومة من إيجار شهري يبلغ 1000 يورو، وتضطر، بالإضافة إلى رسوم ملكية مشتركة، إلى دفع فواتير استهلاك المياه للأشخاص الذين يحتلون ملكيتها الخاصة بشكل غير قانوني. تبلغ ضريبة العقار السنوية 1800 يورو منذ عام 2024، والتي لم تتمكن من دفعها، مما يضطر ابنتها لمساعدتها مالياً. تشعر الأسرة بالتوتر والقلق، خاصة بشأن خطر اندلاع حريق، رغم تأكيدات من آخرين بأن الشقة ليست في حالة غير صحية.
سعى المستشار البلدي المعارض في نانت، فولك شومبار دي لوف، لإيجاد حل للطرفين، ووجه رسالة إلى بلدية المدينة في 14 مايو. أشار إلى أن جمعية Gasprom، التي تدعم المحتلين، ممولة من قبل مدينة نانت، ما يثير تساؤلات حول دور البلدية في إدارة مثل هذه الحالات. أكد أن مساعدة الفئات الأكثر ضعفاً قيمة يشاركونها، لكنها لا يجب أن تبرر التقاعس عن مواجهة شكل آخر من أشكال الهشاشة: هشاشة مالكة مسنة، تحترم القوانين، وتواجه استحالة التمتع بملكيتها. لفت المستشار اليميني أيضاً إلى أن الاحتلال غير القانوني للعقار يعاقب عليه القانون بالسجن لمدة عام وغرامة 15 ألف يورو. لم ترد جمعية Gasprom - ASTI de Nantes، التي تصف نفسها بأنها "تعمل محلياً إلى جانب المهاجرين أو الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة"، على استفساراتنا.
من جانبها، ردت عباسية حاكم، نائبة عمدة نانت المكلفة بالتضامن والدمج الاجتماعي والمسنين، مؤكدة على ضرورة العمل سريعاً لأخذ وضع الطرفين بعين الاعتبار، ووعدت بالاتصال بعائلة المالكة. لكنها رأت أن السيد شومبار دي لوف "أخطأ في مخاطبة الجهة المعنية، لأن هذا الموضوع يتعلق بالعدالة والدولة". وفيما يخص تمويل جمعية Gasprom، أوضحت أنها جمعية وطنية قديمة، مهمتها الأساسية مساعدة المهاجرين وغيرهم في الوصول إلى حقوقهم، وهي ليست مكلفة بإدخال أي شخص بشكل غير قانوني. دعت من لديه مخاوف بشأن ممارسات غير قانونية إلى إبلاغ المدعي العام للتحقيق.
أفادت محافظة منطقة لوار الأطلسي بأنها "في انتظار حكم المحكمة النهائي، تدرس المحافظة بالتعاون مع دوائر الدولة الأخرى إمكانية اتخاذ إجراء إداري جديد، وفي جميع الأحوال تبحث عن حل سكني لصالح الساكنين، حتى يتسنى إخلاء شقة السيدة م.".