فرنسا: جدل نيابي حول سلطة اتخاذ قرار الموافقة على «المساعدة على الموت»

فرنسا: جدل نيابي حول سلطة اتخاذ قرار الموافقة على «المساعدة على الموت»

في كلمات قليلة

يناقش نواب البرلمان الفرنسي مشروع قانون حول "المساعدة على الموت"، ويتركز الجدل حول الجهة التي ستتخذ القرار النهائي بشأن طلب المريض ومدى اعتبار هذا القرار "جماعياً" في ظل الإجراءات المقترحة.


تشهد الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) نقاشاً حاداً ومستمرّاً حول مشروع قانون ينظم ما يسمى بـ«المساعدة على الموت». يتركز الجدل الرئيسي بين النواب حول الإجراءات المتبعة، وبالتحديد حول الجهة التي سيكون لها صلاحية اتخاذ القرار النهائي بالموافقة على طلب المريض الحصول على هذه المساعدة.

النقاش الذي بدأ مساء الأربعاء 21 مايو كشف عن انقسامات كبيرة بين البرلمانيين. وعلى الرغم من الموافقة على بعض البنود، لا تزال هناك نقطة خلاف جوهرية تتعلق بمفهوم «العمل الجماعي» (collégialité) في عملية اتخاذ القرار من قبل المهنيين الصحيين. يشكك العديد من النواب ويرون أن مستوى «العمل الجماعي» المقترح في النص الحالي غير كافٍ، وأن الجدل يدور حول تفسير هذا المفهوم.

وفقاً لمشروع القانون، فإن الشخص الذي يطلب «المساعدة على الموت» يجب أن يقدم طلبه إلى طبيب «ليس من أقاربه، ولا شريكه، ولا زوجه، ولا خليله، ولا الشخص المرتبط به بعقد تضامن مدني، ولا وريثه». وقد حرص النواب أيضاً على التوضيح، من خلال اعتماد تعديل حكومي، أن الطلب المقدم من المريض إلى الطبيب يجب أن يتم «كتابياً أو بأي وسيلة تعبير أخرى مناسبة لقدراته». النسخة الأولية كانت تشير فقط إلى «طلب صريح»، تاركة التفاصيل لمرسوم لاحق. وينص النص على أنه لا يمكن للشخص نفسه تقديم عدة طلبات في وقت واحد، ولا يمكن تقديم الطلب «خلال استشارة عن بعد». وتم أيضاً اعتماد تعديل يسمح بتلقي الطلب في «المنزل» أو «في أي مكان تتم فيه رعاية الشخص»، إذا كان غير قادر على الذهاب إلى طبيبه.

ينص مشروع القانون على أخذ رأي عدة أطباء قبل أن يتخذ الطبيب المسؤول القرار النهائي بالموافقة على «المساعدة على الموت» للمريض الذي يطلبها، أو رفضها. فهل يعتبر هذا الإجراء أو القرار «جماعياً»؟

بالنسبة للنائبة حنان منصوري، هذا غير كافٍ. تقول: «لدينا طبيب واحد يطلب رأي طبيب آخر لا يعرف المريض، وربما يطلب رأي غيره من مقدمي الرعاية. هذا غير معقول بالنسبة لهذا الطلب وهو خفيف جداً». ويؤكد النائب باتريك هيتزل: «المناقشة الجماعية تنتهي بقرار يتخذه شخص واحد، وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار القرار جماعياً».

على النقيض من ذلك، يرى النائب فيليب فيجيه أن الإجراء جماعي بالفعل. ويقول: «ليس طبيباً واحداً هو من يقرر، هناك آراء مكتوبة، يتم استشارة طبيب متخصص، يستشار مساعد طبي، يمكن استشارة طبيب نفسي أو متخصص صحي آخر. هذا رأي جماعي».

أشارت وزيرة الصحة كاثرين فوترين إلى أن الحكومة ستقدم، في بقية مناقشات النص، تعديلاً ينص على أن الطبيب يجب أن يطلب رأي طبيب نفسي «عندما يكون لديه شك جدي بشأن قدرة الشخص على التمييز». وقد توقف النقاش عند منتصف الليل وسيستأنف الخميس لمناقشة تعديلين حكوميين جديدين يهدفان إلى تنظيم الإجراءات بشكل أكبر، ويقترحان تشكيل لجنة متعددة التخصصات لتوجيه الطبيب المسؤول عن اتخاذ القرار.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.