
في كلمات قليلة
أصدرت الإدارة الأمريكية قرارًا يمنع جامعة هارفارد من قبول الطلاب الدوليين بتأشيرات معينة، مبررة ذلك بمخالفات في الإبلاغ. هذا القرار يؤثر على نسبة كبيرة من طلاب الجامعة ويحمل تداعيات مالية واقتصادية كبيرة.
أعلنت الإدارة الأمريكية عن سحب حق جامعة هارفارد المرموقة في استقبال الطلاب الأجانب الذين يحملون تأشيرات F أو J للعام الدراسي 2024-2025. يأتي هذا القرار في خضم مواجهة غير مسبوقة بين الجامعة العريقة والبيت الأبيض، ويثير تساؤلات حول تأثيراته على سمعة الجامعة ومواردها المالية الحيوية.
جاء الإعلان في رسالة نُشرت على منصة X، تفيد بأن «شهادة برنامج SEVIS (نظام معلومات الطلاب والزائرين من برامج التبادل) لجامعة هارفارد ملغاة بأثر فوري». بررت الإدارة قرارها بوجود مخالفات مزعومة في متطلبات الإبلاغ عن الطلاب الدوليين.
وضعت الإدارة مهلة زمنية للجامعة، مشيرة إلى أنه لاستعادة «هذا الامتياز»، يجب على هارفارد تقديم سلسلة كاملة من المعلومات حول أي أنشطة «غير قانونية» محتملة لطلابها الأجانب خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك في غضون 72 ساعة.
يمثل هذا القرار ضربة قوية لجامعة هارفارد. فقد بلغ عدد الطلاب الدوليين حوالي 6800 طالب من أكثر من 140 دولة خلال العام الدراسي 2024-2025، وهو ما يمثل حوالي 27% من إجمالي عدد الطلاب. وتعد هذه النسبة في تزايد مستمر.
من الناحية المالية، تبلغ الرسوم الدراسية في هارفارد حوالي 59,320 دولارًا سنويًا، وترتفع التكلفة الإجمالية لتصل إلى حوالي 87,000 دولار شاملة السكن والمعيشة. وبينما تتبع هارفارد سياسة «عدم مراعاة الحاجة المالية» لطلاب المرحلة الجامعية الأولى (البكالوريوس) عند القبول، فإن الطلاب الدوليين، وخاصة في برامج الدراسات العليا، يميلون إلى دفع جزء أكبر من التكاليف الدراسية أو الحصول على منح جزئية فقط. هذا التدفق المالي من الطلاب الأجانب يعد مصدر دخل حاسم يساعد في دعم المساعدات المالية المقدمة للطلاب الأمريكيين.
يحلل الخبراء أن منع قبول الطلاب الدوليين سيزيد «الضغوط المالية على هارفارد». كما أن فقدان هؤلاء الطلاب يمكن أن يضر بالاقتصاد الأمريكي ككل. ففي العام الماضي، ضخ الطلاب الدوليون ما يقرب من 40 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي وساهموا في توفير حوالي 378,000 وظيفة.
من جانبها، ردت جامعة هارفارد على الفور، ووصفت قرار الإدارة بأنه «غير قانوني». وأكدت الجامعة في بيان التزامها الكامل بالحفاظ على قدرتها على استضافة الطلاب والأكاديميين الدوليين الذين «يثْرون الجامعة – والبلاد – بشكل لا يقاس»، وشددت على أنها لن تتنازل عن استقلاليتها في مواجهة ضغوط الحكومة.
يُشاهد هذا القرار في سياق صراع أوسع بين إدارة ترامب والجامعات الأمريكية الكبرى، ويُسلط الضوء على التوترات حول مسائل مثل حرية التعبير والرقابة الحكومية على المؤسسات الأكاديمية المرموقة.