
في كلمات قليلة
تنتظر محكمة الاستئناف الجزائرية قرارها بشأن الكاتب بوعلام صنصال، المدان بتهمة «المساس بالوحدة الوطنية». قضيته تضع العلاقات الجزائرية الفرنسية تحت المجهر مجدداً.
تنتظر الأوساط الثقافية والسياسية في الجزائر وفرنسا قرار محكمة الاستئناف الجزائرية اليوم الثلاثاء 1 يوليو، بشأن مصير الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، المعتقل منذ ثمانية أشهر بتهمة «المساس بالوحدة الوطنية». يرتبط مصير صنصال بشكل مباشر بالتوترات الحادة التي تشهدها العلاقات بين الجزائر وباريس منذ عدة أشهر.
الكاتب بوعلام صنصال، البالغ من العمر 75 عامًا والذي أفادت تقارير بأنه مريض ويعاني من الضعف، حُكم عليه في 25 يونيو الماضي في المحكمة الابتدائية بخمس سنوات سجنًا نافذًا وغرامة قدرها 500 ألف دينار جزائري (حوالي 3000 يورو). ورغم أن جلسة المحاكمة الابتدائية كانت سريعة ولم تتجاوز 20 دقيقة، طالبت النيابة في الاستئناف بتشديد العقوبة إلى عشر سنوات سجنًا.
وفي جلسة سابقة يوم 24 يونيو، وجهت رئيسة المحكمة سؤالاً لصنصال باللغة العربية، فرد بصرامة بالفرنسية: «نعم، سأجيبك بالفرنسية». وأضاف بعد دقائق: «أنا رجل حر. أتحدث إلى الجميع، وأنا أتحدث في فرنسا، لا في الجزائر».
قضية بوعلام صنصال أصبحت نقطة توتر إضافية في العلاقات المتوترة أصلاً بين البلدين. تتسم ردود الفعل الفرنسية بالحذر الشديد، حيث تسعى باريس لتجنب أي تصرف قد يضر بفرصة صنصال في الحصول على حكم مخفف في الاستئناف. تتزامن هذه التطورات مع نقاشات داخل فرنسا حول إمكانية إلغاء اتفاقية 1968 التي تنظم وضع المواطنين الجزائريين في فرنسا، في ظل هذه التوترات المتصاعدة.
يرى العديد من المراقبين أن الاتهامات الموجهة لصنصال والحكم القاسي الصادر بحقه له دوافع سياسية، ما يعكس حالة العلاقات المعقدة بين الدولة الجزائرية والمثقفين، وكذلك بين الجزائر وفرنسا.