القانون الذي حرر المرأة اقتصادياً: 60 عاماً على ثورة غيرت وجه فرنسا

القانون الذي حرر المرأة اقتصادياً: 60 عاماً على ثورة غيرت وجه فرنسا

في كلمات قليلة

يستعرض المقال الذكرى الستين للقانون الفرنسي لعام 1965، الذي منح النساء المتزوجات استقلالهن المالي. يناقش المقال الأهمية التاريخية للقانون، ويقدم أمثلة لرائدات أعمال غيّرن الاقتصاد، ويتناول التحديات المعاصرة في طريق تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين.


قبل ستين عامًا، في خطوة غيّرت وجه المجتمع الفرنسي إلى الأبد، صدر قانون ثوري منح النساء المتزوجات الحق في الاستقلال المالي. في 13 يوليو 1965، انتهى عصر كانت فيه المرأة المتزوجة تُعتبر قانونيًا "قاصرة"، تحتاج إلى موافقة زوجها للعمل، أو فتح حساب مصرفي، أو حتى إدارة ممتلكاتها الخاصة. هذا التشريع لم يكن مجرد تعديل قانوني، بل كان بمثابة إعلان تحرير اقتصادي، وضع حجر الأساس لاستقلالية المرأة التي نراها اليوم.

توضح المؤرخة سيلفي شابيرون أن الوضع قبل عام 1965 كان مقيدًا للغاية: "كان بإمكان النساء تأسيس أعمالهن الخاصة بشرط موافقة الزوج". وتضيف: "فقط في عام 1965 لم يعد للأزواج الحق في معارضة عمل زوجاتهم في المجال الذي يخترنه". هذا القانون، بحسب الباحثة في دراسات النوع الاجتماعي تيفين لوبيغ، شكّل "نقطة تحول حاسمة في نضال النساء المتزوجات من أجل حقوقهن الاقتصادية في فرنسا"، وأطلق شرارة ريادة الأعمال النسائية.

"الحد الوحيد الموجود هو ذلك الذي نضعه لأنفسنا." - ماتيلد بولاشين

في السنوات التي تلت القانون، بدأت رائدات الأعمال بالظهور في قطاعات متنوعة مثل الموضة والجمال والحرف اليدوية. شخصيات أيقونية مثل سونيا ريكيل، التي افتتحت أول متجر لها في عام 1968، أصبحت رمزًا للمرأة العصرية والمتحررة. وفي عام 1975، أعادت ماري-فرانس كوهين تعريف أزياء الأطفال بتأسيسها "بونبوان". هؤلاء الرائدات لم يقتحمن عالم الأعمال فحسب، بل أعدن كتابة قواعده.

اليوم، أصبح الاستقلال المالي حقيقة لملايين النساء. تشير الإحصاءات إلى أن 26% من الشركات الفرنسية كانت تديرها نساء في عام 2023، بزيادة 20% عن عام 2018. لكن الطريق نحو المساواة الكاملة لا يزال طويلاً. تؤكد رائدة الأعمال الشابة أورور أبيكاسيس، مؤسسة وكالة Acmé، أن "عالم الأعمال لا يزال يهيمن عليه الرجال إلى حد كبير". وتضيف: "لن تتحقق المساواة الحقيقية في الحقوق إلا في اليوم الذي يتساوى فيه عدد النساء والرجال في اتخاذ القرارات واختيار المشاريع التي تستحق التمويل".

وتشاركها الرأي إميلي دافيرسين، المؤسسة المشاركة لمجموعة VO2، التي تؤمن بأن "التكنولوجيا تكتسب معنى أكبر بوجود النساء". من خلال شركتها وشبكاتها الاستثمارية، تعمل إميلي على تعزيز التنوع في قطاع التكنولوجيا، مؤكدة أن "التنوع ليس مجرد مسألة صورة، بل هو ضرورة لتحقيق الأداء".

"لا تنتظري أن يناديك أحد برائدة أعمال. أنتِ رائدة أعمال، بكل بساطة!" - جولييت سوريا

وتجسد جولييت سوريا، المؤسسة المشاركة لشركة Silamir، هذه الروح الجريئة. نجحت في بناء شركة توظف 750 شخصًا وتعمل في مجال التحول الرقمي، مع فريق قيادي يحقق التكافؤ الكامل بين الجنسين. نصيحتها للنساء الطموحات: "لا تبقين وحيدات، أحطن أنفسكن بأشخاص تثقن بهم ويدفعونكن إلى الأمام. والأهم من ذلك، اجعلن من أصالتكن قوة".

منذ ستين عامًا، كان فتح حساب بنكي شخصي للمرأة المتزوجة انتصارًا تاريخيًا. اليوم، تقف رائدات الأعمال مثل ماتيلد بولاشين في صناعة النبيذ، وإميلي دافيرسين في التكنولوجيا، وجولييت سوريا في التحول الرقمي، كدليل حي على الإرث الذي تركه ذلك القانون، ليثبتن أن المستقبل، أكثر من أي وقت مضى، ينتمي للنساء اللواتي يجرؤن على بناء أحلامهن.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.