مايلين فارمر في كان: الأيقونة الغامضة التي تتحدى الزمن تحيي حفل افتتاح المهرجان

تستعد الفنانة مايلين فارمر، التي تُعد الأكثر تحفظاً وسرية في صناعة الموسيقى الفرنسية، للصعود على مسرح قصر المهرجانات في كان بمناسبة حفل الافتتاح المقرر في 13 مايو. وعلى الرغم من أن مهرجان كان السينمائي هو في المقام الأول احتفال بالفن السابع، إلا أن حفل افتتاحه غالباً ما يتميز بفقرات فنية يقدمها فنانون أيقونيون.

العلاقة بين مايلين فارمر والسينما هي قصة حب حقيقية. شغفها بالفن السابع دفعها دائماً إلى تصميم مقاطعها الموسيقية كأفلام قصيرة متكاملة. ومن بين أشهر هذه المقاطع: "Pourvu qu’elles soient douces" و "Désenchantée".

كما أن ارتباطها بمهرجان كان عميق؛ فقد كانت عضواً في لجنة التحكيم عام 2021، برئاسة سبايك لي، إلى جانب نجوم مثل ميلاني لوران وماغي جيلنهال. وفي هذا العام، تشارك فارمر بصوتها في فيلم الإثارة المستقبلي "دالواي" للمخرج يان جوزلان، حيث تؤدي صوت ذكاء اصطناعي محوري في أحداث الفيلم.

بعيداً عن السينما، فإن الهالة التي تحيط بمايلين فارمر، التي جعلت من الغموض أفضل أوراقها الرابحة، هي ما سيجذب الأنظار في كان. لقد أسرت الفنانة جمهورها منذ بداياتها، وتفخر بامتلاكها قاعدة جماهيرية مخلصة ونادرة. كما أنها تتمتع بقدرة حقيقية على التملص من قبضة الزمن والاتجاهات المتغيرة.

هذا الثبات ينطبق أيضاً على مظهرها الجسدي؛ إذ تبدو السنوات وكأنها لم تمسها. فارمر، التي جعلت من شعرها الأحمر توقيعاً مميزاً، لا تسمح لنفسها إلا بتغييرات طفيفة في قصة الشعر، مع الحفاظ على وجهها ناعماً وخالياً من التجاعيد. بالطبع، تظهر شائعات الجراحة التجميلية بين الحين والآخر، لكن الفنانة التي تبلغ من العمر 63 عاماً لم تؤكد هذه الشائعات أو تنفها أبداً، محافظة على شكل من أشكال الغموض.

على الرغم من الأساطير حول نظامها الصارم، فقد مازحت ذات مرة قائلة: "أنا حريصة جداً على... عدم فرض أي انضباط على نفسي!". ومع ذلك، اعترفت لاحقاً بأنها تمارس الرياضة وتعمل على بناء قدرتها على التحمل والمشي. وعن فكرة التقدم في السن، أوضحت: "أعتقد أنه طالما استطعنا التخطيط للمستقبل، فإن الخوف من الشيخوخة يكون أقل حدة، حتى لو لم يختفِ تماماً". الشيء المؤكد هو أن مايلين فارمر ستواصل تعزيز أسطورتها على مسرح قصر المهرجانات.