
في كلمات قليلة
يتناول التقرير الارتفاع الهائل في شعبية خبز الفوكاشيا الإيطالي، مسلطاً الضوء على بساطة مكوناته (الماء، الدقيق، زيت الزيتون) وقيمته العاطفية في موائد المشاركة. ويشير إلى تحول الخبز إلى نجم على إنستغرام وإلى دوره المتعدد الأوجه في المطبخ الحديث، من مقبلات إلى أساس للسندويشات.
اكتسب خبز الفوكاشيا (Focaccia)، القادم من إيطاليا، مكانة بارزة في المخابز العالمية وعلى موائد الطهاة الحاصلين على نجوم ميشلان. هذا الخبز المسطح، الذي أصبح نجمًا متألقًا على شبكات التواصل الاجتماعي، يثير شهية الملايين حول العالم، ويحصد آلاف الإشارات الأسبوعية على منصة إنستغرام.
تكمن جاذبية خبز الفوكاشيا في بساطة مكوناته: قليل من الماء والدقيق والملح والخميرة وزيت الزيتون. لكن هذا الخبز، الذي اشتق اسمه من كلمة "focus" اللاتينية التي تعني "الموقد" أو "الفرن"، يحقق نجاحاً هائلاً ليس فقط بسبب اقتصاده في المكونات، بل لروحه الخاصة. فبقشرته الذهبية المبطنة من الخارج ولبّه الطري والعطري من الداخل، يجسد الفوكاشيا متعة الأكل المشترك.
إنه يستحضر الجانب المشمس من موائد المشاركة، وروائح إكليل الجبل والزعتر العطرية، والشغف بتناول طعام أصيل يتم بالأصابع. باختصار، يمثل هذا الخبز كرم وحنان المطبخ الإيطالي الأصيل. ويعتبر ديفيد باتي، وهو صحفي سابق تحول إلى خباز وأصبح الفوكاشيا أحد "نجمات" مخبزه المتوسطي، أن هذا الخبز يمثل رحلة بحد ذاتها.
يقول باتي: «إنه ليس خبزاً، وليس كعكة، ولا بريوش، ولا طبقاً رئيسياً، ولكنه يجمع كل هذا في آن واحد. هذا هو جماله. عندما تتذوق الفوكاشيا، فإنك تنطلق في رحلة». ويضيف أن تعدد استخداماته هو سر حداثته: «يمكن تناوله كما هو، أو استخدامه كخبز لغمس الصلصات، أو تغميسه بسخاء في زيت الزيتون، أو حشوه بألف مكون ومكون، أو تحويله إلى شطائر... إنه يتقبل جميع الأشكال».
من النسخة الكلاسيكية من جنوة، المتبلة بالملح والزيت فقط، إلى استخدامه كطبق مقبلات (أنتيباستي) أو مرافق للوجبات، لا يوجد وقت محدد لتذوق نكهاته. أما من ناحية التصنيع، فإن الصبر هو المفتاح، لأن عجينة الفوكاشيا تتطلب وقتاً لكي تنضج بشكل مثالي، كما أن جودة زيت الزيتون المستخدمة هي التي ترفع من مستواه.
هذا الخبز المتوسطي الأصيل، الذي وُلد قبل ثمانية آلاف عام في بلاد ما بين النهرين وتبنته إيطاليا، اضطر للانتظار حتى عام 2018 ليجد مكاناً له في صفحات قاموس لاروس الفرنسي. لكنه اليوم، ومع أكثر من 36 ألف وسم أسبوعياً على إنستغرام، يؤكد مكانته كأيقونة عالمية في عالم ترند الطعام.