
في كلمات قليلة
نظرة عامة على نصائح أربعة مصممين ومهندسين معماريين أوروبيين (إيخي بوسكيه، فلور آيلي، أندريس رايسينغر، جوي ديزاين أوفيس) حول كيفية استخدام الألوان، والإضاءة، والأنسجة، والذكريات الشخصية لخلق تصميم داخلي مليء بالبهجة والمشاعر الإيجابية.
في عالم يزداد فيه القلق والتوتر، أصبح المنزل أكثر من مجرد مسكن؛ إنه ملاذ للروح ومصدر للسكينة والسعادة. الاتجاه الجديد في عالم التصميم والديكور لم يعد يقتصر على الأناقة فحسب، بل على زراعة "البهجة" كفلسفة حياة دائمة. أربعة من كبار المهندسين المعماريين والمصممين والفنانين يكشفون عن استراتيجياتهم لتحويل مساحتك الخاصة إلى مصدر دائم للابتهاج.
إيخي بوسكيه: البهجة "مادة خام" للتصميم
تعتبر المصممة إيخي بوسكيه (Ekhi Busquet) البهجة بمثابة "مادة خام" أساسية في مشاريعها. بعد أن قادت قسم الديكور في مجال العطور لسنوات، أسست إيخي استوديو التصميم الخاص بها، مركزة على الأعمال ذات الأثر الاجتماعي والبيئي. بالنسبة لها، التصميم هو مساحة للعب والتعبير، بعيداً عن المقاربات التقليدية.
مصادر البهجة: تستمد إيخي البهجة من لوحة ألوانها التي تتصل بـ "شعرية الحياة": الأزرق الذي يذكر بالسماء والبحر، والوردي الذي يستحضر أراضي البحر الأبيض المتوسط، والذهبي المرتبط بنجوم الكون. تؤكد إيخي على أن إبداعاتها يجب أن تتفاعل مع المساحة الحقيقية التي تشغلها.
نصيحة سعيدة: تقترح إيخي تصميم الغرفة كنظام شمسي، حيث يجب أن يكون هناك "نقطة ساخنة" — عنصر قوي ومركزي. كلما ابتعدنا عن هذا المركز (مثل الممرات)، يمكن أن يكون الجو "أكثر برودة". والأهم من ذلك كله هو الإضاءة. تنصح إيخي: «حتى أجمل مشروع يمكن أن يتلاشى إذا لم يتم التحكم بالإضاءة جيداً. ابدأ دائماً بمسألة الضوء، ثم انتقل إلى الألوان.»
فلور آيلي: البهجة "إرث ثقافي"
تمزج فلور آيلي (Fleur Ayélée) بجرأة بين الحرفية الفرنسية والمهارات الحرفية لغرب إفريقيا. تستوحي علامتها التجارية للديكور من أنماط "الواكس" (Wax) النابضة بالحياة من توغو وبنين، والتي ورثتها عن جدتها. هذه الأنماط المليئة بالمعنى والتاريخ هي مصدر لا ينضب للسعادة.
مصادر البهجة: بالنسبة لفلور، تتميز أقمشة الواكس بألوانها الزاهية والمبهجة والعديد من الزخارف المشحونة بالقصص. ثقافتها المزدوجة تغذي جميع إبداعاتها، وتضفي عليها إحساساً بالشمس والخفة.
نصيحة سعيدة: تشجع فلور على الجرأة: «لدينا الحق في حب الأجواء الهادئة، لكنني أقول: "تجرأوا على البهجة!" الأمر ليس معقداً ويمنح شعوراً جيداً. إذا كنت تخشى استخدام ورق جدران أو طلاء ساطع في كل مكان، فابدأ بممر أو جدار واحد فقط... وتذكر، يمكن دائماً تغيير الديكور!»
أندريس رايسينغر: البهجة "عودة إلى الطفولة"
يسعى الفنان والمصمم الأرجنتيني أندريس رايسينغر (Andrés Reisinger)، المقيم في إسبانيا، إلى إيقاظ الفضول، الذي يعتبره مصدر البهجة الحقيقي. يشتهر رايسينغر بأعماله التي تدمج بين الواقع الرقمي والمادي، ويعد اللون الوردي توقيعه المميز.
مصادر البهجة: يرى رايسينغر أن البهجة تنبع من دعوة لرؤية العالم بعين جديدة، كطفل يكتشف شيئاً لأول مرة. بالنسبة له، اللون الوردي فريد من نوعه؛ فهو ناعم ونابض بالحياة في آن واحد، ويحول إدراك المساحة على الفور، متأرجحاً بين المألوف والحلم.
نصيحة سعيدة: انتبه لكيفية تفاعل الضوء الطبيعي مع المساحات وتغيره على مدار اليوم، مما يغير الأنسجة والألوان. دمج عناصر الديكور التي لها صدى شخصي، والتي تستحضر الذكريات أو تثير أحاسيس معينة، هو أيضاً وسيلة لزراعة البهجة. الحزن الأكبر في الديكور هو اتباع الاتجاهات بشكل أعمى. يجب أن يعكس الديكور الأكثر إرضاءً عاطفياً حساسيتك الخاصة، وليس مجرد تكرار صيغ جاهزة.
مكتب تصميم "جوي": البهجة "لوحة من المشاعر"
تأسس استوديو "جوي ديزاين أوفيس" (Joie Design Office) على يد لوسي غينيبو وجوريس بونوسور، ويسعى إلى تصميم عوالم خالدة تنتشر فيها البهجة بطريقة "ناعمة". يركزون على "لوحة من المشاعر" حول مفهوم البهجة، بدلاً من مجرد استخدام الألوان الزاهية.
مصادر البهجة: يبتعد المصممان دائماً عن التوحيد القياسي لإنشاء قصة فردية للعميل. يفكرون في المكان ككل: التصميم، الأجواء الموسيقية، وحتى الهوية العطرية. كلما كان التصور متماسكاً، كان التأثير العاطفي أقوى.
نصيحة سعيدة: «استمع إلى نفسك! كن على اتصال بمشاعرك ودع نفسك تتفاجأ»، ينصح المؤسسان. كما يحبون استخدام الأشياء القديمة (الفينتاج) التي تجلب الفرح، لأنها تحمل قيمة مضافة تتمثل في مرور الزمن والقصص التي عاشتها. يمكن أن تكون هذه القطع ذات حداثة جنونية وتتصل بنا بعمق اليوم.