
في كلمات قليلة
لم يعد سائقو الفورمولا 1 مجرد رياضيين، بل أصبحوا نجوماً عالميين ومؤثرين في عالم الموضة والترف. بفضل نجاح مسلسل "Drive to Survive" واستثمارات "ليبرتي ميديا"، جذبت الرياضة جمهوراً شاباً ونسائياً، مما أدى إلى شراكات ضخمة مع LVMH وبوما، وتحول السائقين إلى سفراء لأفخم العلامات التجارية.
لم تعد سباقات "فورمولا 1" مجرد منافسة على السرعة والأدرينالين؛ فقد تحول سائقوها إلى أيقونات عالمية للموضة والأسلوب، مدفوعين بموجة من الاهتمام الثقافي والشعبي غير المسبوق. هذا التحول الجذري في صورة الرياضة بدأ مع سلسلة "Drive to Survive" الوثائقية على نتفليكس، والتي كشفت عن الحياة الدرامية والتنافسية للسائقين، مما جذب جمهوراً جديداً وأصغر سناً، خاصة من النساء.
وتؤكد مارغو لافيت، الصحفية والمتسابقة السابقة في "فورمولا 1"، أن السائقين اليوم يُنظر إليهم كأبطال بالمعنى الحرفي للكلمة، يجمعون بين السرعة والتحكم في الخطر، مما يجعلهم "مصارعي الحلبات" الجدد. وقد ارتفعت شعبية الرياضة بشكل هائل، حيث اكتسبت 73 مليون مشاهد جديد في الولايات المتحدة بين 2020 و 2021 وحده، 46% منهم من الإناث.
السرعة تلتقي بالترف الفاخر
نقطة التحول الرئيسية كانت في عام 2017، عندما استحوذت مجموعة "ليبرتي ميديا" الأمريكية على "فورمولا 1" مقابل 4.4 مليار دولار، بهدف توسيع قاعدتها الجماهيرية العالمية. هذا التوجه نحو الجماهيرية أزال الطابع "الحصري" و"النادي الذكوري" الذي كان يحيط بالرياضة سابقاً، وفتح الباب أمام شراكات ضخمة مع عالم الموضة والترف.
- شراكات ضخمة: في أواخر عام 2024، وقعت مجموعة "LVMH" الفرنسية للسلع الفاخرة عقداً مدته عشر سنوات مع "فورمولا 1" بقيمة تقارب 100 مليون دولار. ونتيجة لذلك، عززت علامات مثل "لويس فويتون" حضورها من خلال تصميم صناديق خاصة تحمل شعارها لحفظ جوائز السباقات الكبرى، بينما أصبحت "تاج هوير" (TAG Heuer) ضابط الوقت الرسمي للبطولة.
- صيحة "بوما": عادت أحذية "سبيدكات" (Speedcat) من "بوما"، التي صُممت في الأصل للسائقين، إلى الواجهة كقطعة أزياء أيقونية، وشوهدت على أقدام نجوم عالميين. كما وقعت العلامة الألمانية شراكة مع "فيراري" وعينت مغني الراب إيه ساب روكي (A$AP Rocky) مديراً إبداعياً لمجموعات "فورمولا 1" الخاصة.
السائقون: أيقونات الأسلوب عبر الأجيال
تحول السائقون، الذين يمتلكون الآن ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى مؤثرين حقيقيين، يتقنون أسلوبهم خارج حلبات السباق:
- لويس هاميلتون (Lewis Hamilton): ملك الأسلوب
يُعد بطل العالم سبع مرات، ونجم "سكوديريا فيراري" الحالي، رائداً في دمج الموضة مع الرسائل السياسية والاجتماعية. بصفته رئيساً مشاركاً لحفل "ميت غالا" 2025، ظهر هاميلتون ببدلة عاجية من تصميم غريس ويلز بونر، مليئة بالإشارات إلى الثقافة الأفريقية. كما أطلق مجموعة كبسولية باسم "Afrofuturism" تكريماً للهوية السوداء.
- جيمس هانت (James Hunt): نجم الروك
بطل العالم 1976، جسد هانت تجاوزات حقبة ماضية بأسلوبه المتمرد. كان يرفض ارتداء البدلة وربطة العنق التي فرضتها "ماكلارين"، مفضلاً الظهور بقميص "تي شيرت" أو حتى حافي القدمين، ليصبح رمزاً لأسلوب "البلاي بوي" غير التقليدي.
- آيرتون سينا (Ayrton Senna): الأسطورة الخالدة
رغم وفاته المأساوية عام 1994، لا يزال البرازيلي سينا أيقونة عالمية. كان يتمتع بأسلوب "بلاي بوي" هادئ، يرتدي ساعات "تاج هوير" ويحب ملابس الدنيم الكلاسيكية. ويستمر إرثه في جذب الأجيال الشابة، حيث يمتلك وسم #ayrtonsenna ما يقرب من مليون محتوى على إنستغرام.
- بيير جاسلي (Pierre Gasly): الأناقة المدروسة
سائق "ألبين رينو" الفرنسي، الذي ظهر بفضل سلسلة نتفليكس، هو الوجه الإعلاني لعطر "جنتلمان سوسايتي" من جيفنشي. يتبنى جاسلي، الذي يمتلك أكثر من خمسة ملايين متابع، أسلوباً "ستريت" أنيقاً يجمع بين السترات الجلدية والأحذية الرياضية العصرية.
- شارل لوكلير (Charles Leclerc): نجم الجيل Z
يُضفي لوكلير، سائق "فيراري" الشاب، لمسة عصرية على "فورمولا 1" بفضل حضوره القوي على وسائل التواصل الاجتماعي (أكثر من 18 مليون متابع على إنستغرام). وهو سفير لعلامة المجوهرات "APM Monaco" وشريك لـ "بوما"، ويشارك أيضاً بدور صغير في فيلم براد بيت المرتقب.
- جاكي ستيوارت (Jackie Stewart): الأيقونة الكلاسيكية
الأسطورة الحية "الاسكتلندي الطائر"، بطل العالم ثلاث مرات، يجسد العصر الذهبي للرياضة. لا يزال السير جاكي، سفير "رولكس"، يظهر بقبعته المميزة بنقشة الترتان، محافظاً على أسلوبه الكلاسيكي المميز.