ملابس "الأثليجر" تكشف المستور: كيف تعكس أزياء اللياقة البدنية وضعك الاجتماعي وعمرك؟

ملابس "الأثليجر" تكشف المستور: كيف تعكس أزياء اللياقة البدنية وضعك الاجتماعي وعمرك؟

في كلمات قليلة

لم تعد الملابس الرياضية مجرد أدوات للتدريب، بل أصبحت مؤشراً دقيقاً للوضع الاجتماعي والعمر. يكشف هذا التقرير كيف أن اختيار العلامات التجارية الفاخرة، مثل "سكيمز" و"ألو يوجا"، والوقت المتاح لممارسة الرياضة، هما علامتان واضحتان على الثراء والامتياز، خاصة بين جيل زد، بينما يفضل الجيل الأكبر سناً الملابس الوظيفية.


تطورت الملابس الرياضية جيلاً بعد جيل، لتصبح في عام 2025 رمزاً للهوية يكشف عن أذواقنا وقوتنا الشرائية. لم تعد مجرد أدوات وظيفية للتعرق، بل أصبحت بياناً اجتماعياً يترجم أسلوب حياتنا.

على عكس ما كان سائداً في الماضي، حيث كان الحديث عن ملابس الصالة الرياضية أمراً خاصاً، أصبحت أزياء اللياقة (Athleisure) اليوم في كل مكان، ويتم ارتداؤها بفخر في الشوارع والمقاهي. هذا التحول جعل من الملابس الرياضية تجارة مزدهرة تخبرنا الكثير عن مرتديها.

تقول سارة بانون، أستاذة نظرية الموضة في المعهد الفرنسي للموضة (IFM): "الملابس التي نرتديها لممارسة الرياضة لا تكشف عن العمر فقط. لقد تضمنت الملابس الرياضية اليوم جمالية كاملة، مما أدى إلى ظهور ثقافة الألوان والأنماط وفكرة إنشاء مجموعات متناسقة تناسب نشاطنا الرياضي أو أنماط حياتنا".

علامات تجارية تكشف عن الجيل

أصبح اختيار الملابس الرياضية، مثل أي قطعة ملابس أخرى، رمزاً للهوية. فهو لا يعرض فقط نوع الرياضة التي تمارسها، بل يكشف بسهولة عن الأماكن التي تتردد عليها، وأذواقك، والجيل الذي تنتمي إليه.

  • جيل زد (Generation Z): يميل هذا الجيل إلى ثقافة الملابس الرياضية الضيقة والمُحكمة، مثل السراويل القصيرة من "سكيمز" (Skims) لـ كيم كارداشيان، التي تعد "بمظهر مشدود"، أو سراويل اليوغا الكلاسيكية من علامات تجارية مفضلة لدى "تيك توك" مثل "ألو يوجا" (Alo Yoga). هذا الاختيار يعكس فكرة "تقبّل الجسد" التي يروج لها المؤثرون، ويجعل من مرتديها لوحة إعلانية مجانية للعلامات التجارية الفاخرة في مجال موضة الأثليجر.
  • الجيل الأكبر (30-40 عاماً): يميل هذا الجيل إلى علاقة أكثر وظيفية بالملابس الرياضية، خاصة مع تزايد شعبية سباقات الماراثون والجري. ملابسهم أكثر عملية من كونها عصرية، حيث يركزون على الأداء. على سبيل المثال، تميل الأميرة كيت ميدلتون (43 عاماً) في جلساتها الرياضية إلى ارتداء مجموعات داكنة ومريحة، بينما يختار المشاهير الأصغر سناً مثل الممثل بول ميسكال (29 عاماً) إطلالات مدروسة بعناية تتضمن سراويل قصيرة عصرية وسماعات سلكية كلاسيكية.

مؤشر للوضع الاجتماعي والمالي

إلى جانب العمر والأذواق، تكشف الملابس الرياضية عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد. تشير مؤرخة الرياضة سامانثا نويل شيبارد إلى أن الشخص الميسور يقضي وقتاً أطول في ارتداء الملابس الرياضية خلال اليوم مقارنة بشخص من طبقة اجتماعية أقل. وتوضح: "أنت لا تعطي انطباعاً بأن لديك وقتاً للتدريب فحسب، بل لديك أيضاً الموارد اللازمة لممارسة البيلاتس أو حضور دورات رياضية مكلفة، مرتدياً معدات باهظة الثمن".

تؤكد سارة بانون: "بمجرد أن يكون لديك الوقت للتفكير في ملابسك الرياضية، والقدرة على شراء مجموعة باهظة الثمن مع الملحقات المحيطة، فهذه طريقة لعرض الوضع الاجتماعي".

إن القدرة على ممارسة اليوغا في منتصف النهار أو الجري صباحاً في مجموعات حصرية ليست نمط حياة متاحاً للجميع، بل هو موجه نحو شريحة نشطة وميسورة الحال. في ظل التضخم، أصبح الانخراط في نشاط بدني منتظم، وارتداء ماركات رياضية فاخرة، نوعاً من الرفاهية. لذا، قبل طلبك التالي لملابس رياضية، تذكر أنك ترسم صورة اجتماعية كاملة عن نفسك.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.