
في كلمات قليلة
تتناول المقالة قصة الملكة شارلوت، زوجة الملك جورج الثالث، التي عُرفت بشجاعتها في مواجهة جنون زوجها وتحديات البلاط. وتستعرض حياتها الشخصية، بما في ذلك دورها في نشر تقليد شجرة عيد الميلاد، وكيف ألهمت قصتها الأعمال الدرامية الحديثة مثل مسلسل "الملكة شارلوت" على نتفليكس.
تُسلط الأضواء مجدداً على الملكة شارلوت (1744 - 1818)، زوجة الملك جورج الثالث، التي عُرفت بشخصيتها القوية وشجاعتها في مواجهة تحديات البلاط الملكي البريطاني ومرض زوجها المأساوي. وتأتي هذه القصة التاريخية الغنية لتُلهم الأعمال الدرامية والبرامج الوثائقية، مسلطة الضوء على إحدى أكثر الملكات تأثيراً في القرن الثامن عشر.
في عام 1760، كان بلاط لندن الملكي يبحث بجدية عن زوجة للملك المستقبلي جورج الثالث. كان مطلوباً أن تكون الزوجة من خارج بريطانيا، بروتستانتية، ومُحبة للفنون. استقرت الأنظار على الأميرة شارلوت، القادمة من إمارة مكلنبورغ-ستريليتس الألمانية المتواضعة. تلقت الأميرة الشابة، التي كانت مجهولة نسبياً في الأوساط الأوروبية الكبرى، عرض الزواج الذي غيّر حياتها في قلعتها الباروكية.
تزوج جورج وشارلوت وتُوّجا في دير وستمنستر في سبتمبر 1761، لتنطلق قصة حب حقيقية وطويلة، بعيداً عن صرامة البروتوكولات الملكية. كان الزوجان يفضلان قصر كيو (Kew Palace) ذي الطراز الهولندي، حيث كان الملك جورج الثالث يبتعد عن الرسميات، بل ويقوم ببعض الخدمات بنفسه.
كانت الملكة شارلوت، التي تُجسدها الممثلة أوريل بورديل في الأعمال الحديثة، امرأة ذات عزيمة قوية. لم تقتصر اهتماماتها على تربية أطفالها العديدين، بل امتدت إلى جلب الحيوانات الغريبة من الأراضي البعيدة، مثل حمار وحشي وكنغر، كما استضافت العبقري الموسيقي فولفغانغ أماديوس موزارت في لندن وهو في الثامنة من عمره. وتُنسب إليها شعبية تقليد شجرة عيد الميلاد في بريطانيا، وهو تقليد جلبته معها من موطنها الألماني.
لكن حياة الملكة لم تكن خالية من المآسي؛ فقد واجهت وفاة العديد من أطفالها وابنها المتمرد الذي أصبح لاحقاً الملك جورج الرابع. والأهم من ذلك، شاهدت زوجها، الملك جورج الثالث، يغرق في نوبات من الجنون والهذيان. كان الأطباء يسعون لعزله قدر الإمكان خوفاً من إثارة قلق لندن. وعلى الرغم من أن السياق السياسي للحروب النابليونية لم يُذكر إلا عرضاً، فإن التركيز ظل على محنة الملك الشخصية.
وبعد قرنين من الزمان، شخص الأطباء حالة الملك جورج الثالث بأنها اضطراب ثنائي القطب. وخلال هذه المحنة، أظهرت الملكة شارلوت دعماً وشجاعة لا يتزعزعان، وظلت سنداً لزوجها حتى النهاية. هذه القصة الفريدة من نوعها هي التي ألهمت مسلسل "الملكة شارلوت" على شبكة نتفليكس عام 2023، رغم أن المسلسل اتخذ منحى أكثر خيالاً من الأحداث التاريخية الفعلية.