
في كلمات قليلة
تكريماً للمخرج الوثائقي البارز مارسيل أوفولس، الذي توفي مؤخراً، تعيد قناة France 5 عرض فيلمه المثير للجدل «الحزن والشفقة». هذا الفيلم، الذي صدر عام 1971، تحدى الأسطورة الوطنية الفرنسية حول المقاومة وكشف عن التعاون الواسع مع النازيين، مما أدى إلى حظره تلفزيونياً لعقد من الزمان. كما سلطت الضوء على أعماله الأخرى الحائزة على جوائز، مثل وثائقي كلاوس باربي، ومشروعه الأخير حول صعود اليمين المتطرف.
أعلنت قناة France 5 الفرنسية عن إعادة عرض الفيلم الوثائقي التاريخي «الحزن والشفقة» (Le Chagrin et la pitié) تكريماً لذكرى مخرجه الراحل مارسيل أوفولس، الذي وافته المنية في 24 مايو الماضي. سيعرض الفيلم الملحمي الذي تبلغ مدته أربع ساعات يوم الأحد الموافق 1 يونيو، في تمام الساعة 21:05 بتوقيت باريس.
يُعد وثائقي «الحزن والشفقة»، الذي صدر عام 1971، عملاً محورياً غيّر جذرياً نظرة المجتمع الفرنسي لفترة الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. يروي الفيلم وقائع الحياة في مدينة كليرمون فيران الفرنسية تحت سيطرة النازيين، وقد أثار ضجة واسعة لأنه نسف الأسطورة السائدة عن «المقاومة الفرنسية الموحدة» وكشف عن حالات التعاون والتواطؤ مع المحتل.
بسبب محتواه الصادم والمثير للجدل، مُنع الفيلم من العرض على شاشات التلفزيون الفرنسي لمدة عشر سنوات كاملة. ومع ذلك، حقق نجاحاً كبيراً في دور السينما وأصبح مرجعاً أساسياً في التأريخ لتلك الحقبة.
اشتهر أوفولس، نجل المخرج السينمائي الشهير ماكس أوفولس، بإتقانه لأسلوب المقابلات والتحرير الوثائقي. ومن أبرز أعماله الأخرى فيلم «فندق تيرمينوس: حياة وأوقات كلاوس باربي»، الذي حاز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 1989.
وذكرت عائلة المخرج أنه كان يعمل قبل وفاته على مشروع فيلم شبه مكتمل يتناول صعود اليمين المتطرف في الغرب والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مما يؤكد التزامه المستمر بالقضايا السياسية والتاريخية المعاصرة.