
في كلمات قليلة
بعد خمس سنوات من بدء جائحة كوفيد-19، يثير الخبراء تساؤلات حول التطور النفسي والاجتماعي لـ "أطفال كورونا" الذين نشأوا في ظل الإغلاق والكمامات. يجمع كتاب جماعي جديد ملاحظات الأخصائيين النفسيين وشهادات العائلات لفهم ما إذا كان هذا الجيل الفريد قد اكتسب سلوكيات مختلفة أو يعاني من تأخيرات محددة.
بعد مرور خمس سنوات على تفشي جائحة كوفيد-19 العالمية، يواجه المتخصصون في رعاية الطفولة المبكرة سؤالاً جوهرياً: ما الذي نعرفه حقاً عن تطور ونمو «أطفال كورونا»؟
هذا الجيل وُلد بين موجات الإغلاق، وربما تعلم بعضهم غسل اليدين قبل أن يتعلم المشي، وشاهدوا وجوهاً محجبة بالكمامات أكثر مما شاهدوا وجوهاً مكشوفة. لقد نشأوا في عالم سادته حالة من التباطؤ والتعليق، عالم حُرم من التواصل الاجتماعي المعتاد، أو عاشوا في «فقاعة» عائلية منعزلة.
هل ترك هذا العصر بصمته عليهم؟ وهل يختلف هؤلاء الأطفال، الذين يُطلق عليهم اسم "أطفال كورونا"، عن أقرانهم؟ هل طوّروا سلوكيات محددة أو يعانون من تأخيرات تنموية خاصة نتيجة آثار الجائحة والحجر الصحي؟
هذا هو التساؤل الرئيسي الذي يطرحه كتاب جماعي حديث بعنوان «أطفال كورونا، أطفال الحجر الصحي» (Bébés Covid, enfants du confinement). يضم الكتاب أصوات وملاحظات الأخصائيين النفسيين الميدانيين الذين يعملون في دور الحضانة ومراكز رعاية الأمومة والطفولة، بالإضافة إلى شهادات قيمة من العائلات ومقدمي الرعاية.
من خلال الملاحظات السريرية الغنية والقصص الواقعية، يحاول الخبراء فهم كيفية تأثير النمو في بيئة محدودة، مع وجود الكمامات المستمر والأجواء القلقة، على التنمية النفسية ونمو الطفل وقدرته على بناء الروابط الاجتماعية. ويسعى البحث إلى تحديد ما إذا كان هذا الجيل الفريد قد تأثر بشكل دائم بظروف نشأته غير المسبوقة.