
في كلمات قليلة
كشفت دراسة حديثة في ساحل العاج عن تشابهات لافتة في سلوك التعلق بين الأمهات من الشمبانزي البري وأطفالهن مقارنة بالبشر. تربط النتائج هذه السلوكيات الحيوانية بمفاهيم التعلق المنظم في علم النفس.
كشفت دراسة حديثة أجريت على الشمبانزي البري في حديقة تاي الوطنية بساحل العاج عن تشابهات مذهلة في طريقة بناء الروابط بين الأمهات وصغارهن مقارنة بالبشر. هذه النتائج تتحدى الفكرة القائلة بأن جوانب معينة من تعلق الأم هي سمة بشرية حصرية.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Human Behaviour، تشير إلى أن أنماط وسلوكيات التعلق لدى الشمبانزي قد تعكس كيفية تشكل العلاقات المبكرة لدى البشر. في علم النفس، يُصنف التعلق تقليديًا إلى تعلق منظم وتعلق غير منظم، حيث يتميز التعلق المنظم بتفاعلات متسقة ويمكن التنبؤ بها تساهم في التطور العاطفي والاجتماعي الصحي.
يعتمد صغار الشمبانزي بشكل كامل على أمهاتهم حتى عمر الخامسة أو السادسة. حتى بعد ذلك، يظلون مرتبطين بقوة بهن حتى عمر العاشرة أو الثانية عشرة. لاحظ الباحثون أنماط سلوكية كان يُعتقد سابقًا أنها فريدة للنوع البشري ومرتبطة بتكوين رابطة قوية ضرورية لتطور الدماغ الطويل الأمد لدى الأطفال.
تقدم نتائج هذه الدراسة رؤى قيمة حول الجذور التطورية للروابط الاجتماعية والتعلق لدى الرئيسيات، بما في ذلك البشر. إنها تُظهر أن آليات بناء روابط عاطفية عميقة ودائمة قد تكون مشتركة بيننا وبين أقرب أقربائنا على الشجرة التطورية.