
في كلمات قليلة
تُظهر دراسة أن حملات التوعية الحالية حول مخاطر أكسيد النيتروز غير فعالة لدى الشباب الذين يعتبرونها غير مقنعة وتستخدم لغة لا تتناسب معهم، مما يستدعي نهجًا جديدًا يشرك الشباب في تصميم الرسائل.
«لا يوجد شيء مضحك في أكسيد النيتروز»، «البروتو، من الخطورة أن نسخر منه»، «تموت من الضحك؟ الغاز المضحك، ليس مضحكاً لهذه الدرجة». ربما صادفتم ملصقات تحمل هذه الشعارات، وهي جزء من حملات توعية متعددة حول مخاطر استهلاك أكسيد النيتروز، قادتها سلطات صحية مختلفة في السنوات الأخيرة.
هذه الرسائل الموجهة للفئة العمرية 15-25 عامًا، الأكثر عرضة لاستهلاك بالونات أكسيد النيتروز، غالبًا ما تفشل في تحقيق هدفها. هذه هي نتيجة دراسة نُشرت يوم الجمعة 4 أبريل في مجلة علمية فرنسية.
عند عرض ملصق حملة توعية ضد أكسيد النيتروز، المعروف أيضًا باسم غاز الضحك، على شباب بالغين تتراوح أعمارهم بين 20 و 22 عامًا، فإنهم يضحكون، ولكن بضحكة ساخرة إلى حد ما. يعلق أحدهم: «إنها ليست مضحكة ولا متقنة الصنع». ويضيف آخر: «بالنسبة لي، هذا لا يمنعني من استخدامه أو عدم استخدامه».
«يمكن أن يؤثر على الدماغ ويسبب الشلل...»
ربع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا جربوا بالفعل استنشاق بالون أكسيد النيتروز، خاصة في السهرات والأجواء الاحتفالية. هم على دراية بالمخاطر المرتبطة بهذا الاستهلاك: «الأمر واضح تمامًا. نستنشق شيئًا غير طبيعي، إنه غاز، يمكن أن يصل إلى الدماغ، يسبب الشلل، إلخ».
كما تم عرض حملة للوكالة الإقليمية لإيل دو فرانس، على شكل رسائل صوتية مزيفة، على نيكولا وكلاريس وأنطوان ولورينزو. «مثلًا في منتصف السهرة، بدأت صوف تستهلك بالونات البروتو، الغاز المضحك ذاك، وتنفجر من الضحك... ثم لم تعد قادرة على التنفس، تسقط على الأريكة...»
وهنا أيضًا: «الحوار كاريكاتوري بعض الشيء، ومبالغ فيه»، حسب تقدير كلاريس. ويضيف أحد زملائها: «إنه مصطنع جدًا، يقلد لغة الشباب بشكل ساذج». ويكمل آخر: «هذه الحملة الإعلانية، بالنسبة لي، ليست موجهة حقًا للأشخاص المعنيين». ويؤكد الثالث: «لا تعني لي شيئًا خاصًا».
هذه هي المشكلة برمتها، كما يلاحظ باحث في التسويق الاجتماعي بجامعة باريس-ساكلاي نشر عمله في المجلة العلمية «Décisions Marketing»: «إنها حملة فكر بها بالغون، لا نتحدث إلى الجمهور المعني». ويضيف: «يقولون: 'نحن نعرف المخاطر. ولهذا السبب precisamente نحن في هذا النوع من الاستهلاك، لأننا نستمتع بالاقتراب من الحافة، من الخطر، لنشعر بأننا أحياء'. هذا النوع من الرسائل الأبوية لا ينجح لأنه كل ما ترفضه ثقافة الشباب».
«إبراز قدرة الشباب على الاعتدال»
للحصول على رسالة توعية فعالة، يجب أن نستلهم من حملة مكافحة الكحول، مع شخصية «سام» التي كان شعارها: «سام، من يقود هو من لا يشرب». وفقًا للباحث، «أبرزت هذه الحملة قدرة الشباب على الاعتدال. قدرتهم، من ناحية، على الاعتناء بأنفسهم، ولكن أيضًا، على الاعتناء بالآخرين، والتأكد من عدم تجاوز الحد أبدًا».
بالنسبة لحملات التوعية المستقبلية، يدعو هذا الباحث المعلنين والسلطات الصحية إلى إشراك واستشارة الشباب المستهلكين لأكسيد النيتروز، حتى يتمكنوا معًا من تبني رموز ما يسميه «ثقافة الشباب».