
في كلمات قليلة
تعرف على سبب أهمية شرب الماء لصحة البشرة، ولكن اكتشف لماذا ليس هو الحل الوحيد لمكافحة التجاعيد. يشرح المقال آليات الترطيب ويؤكد على أهمية العناية الشاملة ونمط الحياة الصحي للحفاظ على شباب البشرة.
الترطيب عامل أساسي للحفاظ على صحة البشرة الجيدة. ولكن هل شرب الماء العادي هو الحل السحري لمكافحة آثار التقدم في السن على وجوهنا وأجسادنا؟
الحفاظ على بشرة جميلة وصحية وشابة طوال الحياة ليس بالأمر السهل، حيث توجد العديد من العوامل التي يجب مراعاتها لحماية هذا النسيج الحيوي. على سبيل المثال، كثرة التعرض للشمس تضر بالبشرة، لكنها أيضاً تساعد في تقويتها (تصبح خلاياها أكثر سمكاً) وتهدئها في بعض الحالات (لمن يعانون من التهاب الجلد التأتبي).
الأمر المؤكد هو أن البشرة يجب أن تكون مرطبة بشكل صحيح، شأنها شأن الأعضاء الأخرى في الجسم. نعرف على وجه الخصوص أن محتوى الماء فيها يلعب دوراً هاماً في وظيفتها كـ «حاجز» يحمينا من الملوثات ومسببات الأمراض. نقص السوائل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جلدية.
ومع ذلك، وخلافاً للاعتقاد السائد، فإن مجرد شرب الماء ليس الحل السحري لمكافحة آثار التقدم في السن على وجوهنا. من بين الطبقات التي تشكل ما يسمى بالجلد، تساهم الطبقة القرنية العلوية في الحفاظ على الترطيب عن طريق منع تبخر السائل الموجود في الجسم. يجب أن تحتفظ الخلايا المكونة لهذه الطبقة بنسبة ماء تتراوح بين 15 إلى 20%. لتحقيق ذلك، من الواضح أنه يجب شرب كمية كافية من الماء.
الأشخاص الذين لا يشربون كمية كافية من الماء تكون بشرتهم جافة وهذا يظهر بوضوح: لون باهت، تجاعيد دقيقة أكثر وضوحاً. للتحقق، هناك اختبار بسيط لا يخدع: اضغط على بشرتك؛ إذا كانت مرطبة جيداً، سترتد بسرعة. لكن الماء وحده لن يزيل الخطوط الدقيقة أو تجاعيد حول العينين.
هل يمكن لكريمات الترطيب أن تساعد؟ هناك فرق بين «الترطيب» (hydration) و«التنعيم/الحفاظ على الرطوبة» (moisturisation) في اللغة الإنجليزية، وكلاهما يستخدم كلمة «ترطيب» في العربية غالباً. تشير الأخيرة إلى عمل منتجات التجميل التي تمنع فقدان الماء من خلايا الجلد. تستخدم لهذا الغرض مكونات مختلفة مثل المرطبات (الجلسرين، حمض الهيالورونيك) للاحتفاظ بالماء داخل الخلايا، والمواد الحاجزة والملطفة (شمع العسل، البارافين) لخلق حاجز وتنعيم البشرة. منتجات أخرى تندرج ضمن التعريف التقليدي للترطيب، أي أنها تضخ الماء في الخلايا لتنتفخ.
تحتوي العديد من مستحضرات التجميل على مكونات من كلا الفئتين. هل هي فعالة؟ مرة أخرى، يعتمد ذلك على ما تقصده بالفعالية. إذا كانت هذه الكريمات تحسن المظهر المرئي للبشرة أو الشعور بالراحة – وهذا بحد ذاته إنجاز كبير – ستحتاج إلى تبني نمط حياة صحي مناسب للحفاظ على صحة نسيج الجلد على المدى الطويل: نظام غذائي متوازن، ممارسة الرياضة، تجنب الكحول، استخدام واقي الشمس بكثرة، والحصول على قسط كافٍ من النوم. ألا يقال أن الجزر يعطي البشرة لوناً وردياً؟
الأدمة، وهي الطبقة السميكة من الجلد، هي الأكثر غنى بالماء، حيث يصل محتواها إلى 80%. الطبقات العليا (البشرة) تحتوي على كمية أقل من الماء (15-70% حسب الطبقة). يعمل الحاجز المائي الدهني على السطح وخلايا الطبقة القرنية كحاجز لمنع فقدان الماء.