عمى الوجه: اضطراب يحوّل أحباءك إلى غرباء. صعوبة التعرف على الوجوه مرض حقيقي

عمى الوجه: اضطراب يحوّل أحباءك إلى غرباء. صعوبة التعرف على الوجوه مرض حقيقي

في كلمات قليلة

البروسوباجنوزيا، أو عمى الوجه، هو اضطراب عصبي نادر يسبب صعوبة شديدة في التعرف على الوجوه، حتى لدى الأشخاص المقربين جداً. هذه الحالة تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للأشخاص المصابين بها وتجعل التعرف على الوجوه تحدياً دائماً.


تخيل عالماً كل وجه فيه غريب. حيث يمكن لأحبائك وأفراد عائلتك أن يبدو وكأنهم غرباء تماماً. هذا ليس مشهداً من فيلم، بل واقع يعيشه الأشخاص المصابون بالبروسوباجنوزيا، المعروف أيضاً باسم "عمى الوجه". إنه اضطراب عصبي يسبب صعوبات شديدة في التعرف على الوجوه.

تشير التقديرات إلى أن ما بين 1% و 4% من سكان العالم يعانون من "البروسوباجنوزيا النقية"، أي تلك التي لا ترتبط باضطرابات عصبية نمائية أخرى. هذا الاضطراب لا يعني ضعفاً في البصر أو مشاكل في الذاكرة بشكل عام. الأشخاص المصابون بالبروسوباجنوزيا يتمتعون برؤية طبيعية وقدرات معرفية سليمة. كما أنهم ليسوا باردين، متغطرسين، أو متكبرين. الصعوبة تكمن على وجه التحديد في عدم القدرة على معالجة معلومات الوجوه.

القصص التي يرويها المصابون بهذا الاضطراب مؤثرة وعادية في آن واحد. يقول أحدهم: "أستطيع تقريباً تذكر وجوه أطفالي، وهذا كل شيء". ويشارك آخر تجربته: "واجهت صعوبة في التعرف على عدة أشخاص قدموا بشكل مفاجئ، بما في ذلك أختي". وهناك شهادة أخرى تقول: "زوجي فاجأني في المطار ولم أتعرف عليه".

الحياة مع البروسوباجنوزيا تشكل تحدياً مستمراً. يمكن أن تُرى الوجوه كـ "كتلة غير محددة المعالم مع الكثير من الرؤوس"، كما يصفها أحد المصابين. قد لا يستطيع الشخص تمييز الوجوه حتى بين الأشخاص من خلفيات عرقية مختلفة، أو قد ينسى سمات الوجه بعد دقائق أو ساعات من اللقاء. هذه الإعاقة غير المرئية تسبب صعوبات متعددة في الحياة اليومية، من التفاعلات الاجتماعية إلى الشعور بالأمان.

البروسوباجنوزيا حالة معقدة تتطلب الفهم والدعم من المجتمع. على الرغم من أنها لا تزال غير معروفة للكثيرين، فإن الوعي بوجودها هو الخطوة الأولى لمساعدة أولئك الذين يعيشون يومياً في عالم قد يكون فيه كل وجه لغزاً.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.