في كلمات قليلة
الكاتب الفرنسي صامويل فيتوسي قدم اختباراً ساخراً لقياس مدى تطابق الفرد مع الأفكار النمطية لليسار. يتناول الاختبار بشكل تهكمي المواقف من قضايا الهوية، ثقافة الإلغاء، والمشكلات المنهجية.
في عموده الأسبوعي، قدم الكاتب الفرنسي الشهير صامويل فيتوسي طريقة غير تقليدية لتقييم التوجهات السياسية للقراء. اقترح فيتوسي "اختباراً" ساخراً لتحديد مدى تطابق الفرد مع الأفكار النمطية المرتبطة بما يسميه "الكليشيه اليساري".
يرى فيتوسي أن هذا الاختبار هو نظرة تهكمية على النقاشات الدائرة حالياً في الساحة السياسية الفرنسية والأوروبية، خاصة تلك المتعلقة بقضايا الهوية، ثقافة الإلغاء، وكيفية تناول المشكلات الاجتماعية.
يقدم الكاتب أمثلة لنقاط تُضاف إلى رصيد الشخص في هذا الاختبار الساخر، بناءً على تبنيه لبعض الأفكار التي يعتبرها كليشيهات تقدمية. على سبيل المثال، يتم منح نقاط لمن يؤكد على إمكانية أن يكون الرجل ذكراً بيولوجياً ويعرّف عن نفسه كامرأة، حتى لو كان يدعي في الوقت نفسه تمسكه بالعقلانية والعلم.
نقطة أخرى في الاختبار تتعلق بموقف الفرد من "ثقافة الإلغاء" (cancel culture) والمشكلات المنهجية. يشير فيتوسي بتهكم إلى أنه يمكن الحصول على درجة عالية من خلال الإصرار على أن "ثقافة الإلغاء" غير موجودة، وفي الوقت نفسه المطالبة بفرض رقابة على كتب معينة. كما تُمنح نقاط لاستخدام مصطلحات محددة لوصف المشكلات الاجتماعية، مثل "سيادة الذكور البيض الأبوية"، و"العنصرية المنهجية"، و"المجتمع مغاير الجنس" (heteronormative)، و"ثقافة الاغتصاب" في سياق ما بعد الاستعمار، وغيرها.
هذا النهج الساخر من قبل فيتوسي يعكس نقده لبعض التوجهات داخل القوى اليسارية، التي يرى أنها تنجرف نحو البناءات الأيديولوجية على حساب التحليل العقلاني والقضايا الواقعية. في كتاباته الأخرى، يتناول فيتوسي أيضاً مواضيع حساسة مثل معاداة السامية داخل اليسار، الانقسامات السياسية، والنقاشات حول الهجرة والاقتصاد.
يعتبر اختبار فيتوسي جزءاً من الجدل العام الأوسع في فرنسا حول مستقبل الحركة اليسارية، هويتها، وقدرتها على مواجهة تحديات العصر الحالي.
