الحكومة الفرنسية تسعى لحل "نداء فلسطين العاجل".. مجموعة تدعم غزة تواجه التضييق

الحكومة الفرنسية تسعى لحل "نداء فلسطين العاجل".. مجموعة تدعم غزة تواجه التضييق

في كلمات قليلة

بدأت السلطات الفرنسية إجراءات حل مجموعة "نداء فلسطين العاجل" التي تدعم القضية الفلسطينية. يتهم وزير الداخلية المجموعة بالتحريض على الكراهية، لكن المجموعة تنفي هذه الاتهامات وتعتزم الطعن في القرار. القرار أثار انتقادات من منظمات حقوقية وشخصيات سياسية يسارية.


أعلن وزير الداخلية الفرنسي في 30 أبريل/نيسان عن بدء إجراءات حل مجموعة "نداء فلسطين العاجل" (Urgence Palestine). تم تأسيس هذه المجموعة في اليوم التالي للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أشعل الحرب في قطاع غزة.

أثار قرار الحل، الذي من المتوقع أن يصبح رسمياً بمرسوم بعد اجتماع قادم لمجلس الوزراء، ردود فعل واسعة في فرنسا. تبع القرار تنظيم مظاهرات داعمة للمجموعة وتوقيع عريضة. من جانبها، أعربت منظمة العفو الدولية يوم الأحد 11 مايو/أيار عن قلقها بشأن "التدهور المستمر لحرية التعبير" في البلاد.

ظهرت مجموعة "نداء فلسطين العاجل" في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتذكر على موقعها الإلكتروني أنها تجمع "مواطنين ومنظمات وحركات جمعوية ونقابية وسياسية متحشدة من أجل تقرير المصير للشعب الفلسطيني". وتدعو المجموعة بشكل خاص إلى "وقف إطلاق النار" و"إنهاء الحصار" و"إنهاء الاستيطان والاحتلال والفصل العنصري" و"فرض عقوبات على إسرائيل" و"دعم مقاومة الشعب الفلسطيني". منذ تأسيسها، نظمت المجموعة مظاهرات بشكل منتظم، والتي تم منع بعضها من قبل السلطات.

برر وزير الداخلية الفرنسي بدء الإجراءات قائلاً إنه يسعى "لضرب الإسلاميين"، معتبراً أن الإسلاموية إيديولوجية تحاول استغلال الدين. وقال إنه لا يجب "تشويه القضية العادلة للفلسطينيين".

في رسالة مشروع الحل، يتهم الوزير المجموعة بالدعوة إلى العنف وارتكاب "تحريض على الكراهية أو التمييز أو العنف ضد مجموعة من الأشخاص". كما يتهم الوزير "نداء فلسطين العاجل" بإثارة "مناخ من الكراهية ضد الجالية الفرنسية" عندما تستنكر المجموعة "إسلاموفوبيا الدولة" وتتهم الحكومة بأنها "غير شرعية وعنصرية وفاسدة ومتواطئة في الإبادة الجماعية".

رحبت ممثلة لإحدى المجموعات المؤيدة لإسرائيل بالقرار، معتبرة أن هذه المنظمة لا تدافع عن حقوق الفلسطينيين بل "تدعم منظمة إرهابية".

من جانبها، أعربت مجموعة "نداء فلسطين العاجل" عن أسفها "لتجريم التضامن مع الشعب الفلسطيني" بينما "تتكثف الإبادة الجماعية في غزة". أعلن محامو المجموعة عزمهم على الطعن في القرار أمام مجلس الدولة فور نشر مرسوم الحل. يؤكد المحامون في ملاحظاتهم المرسلة إلى الوزارة أن "نداء فلسطين العاجل لم تشجع أبداً على أي عنف على الأراضي الوطنية"، وينتقدون "الخلط الخطير بين الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وما وصفوه في الإخطار بـ'الكراهية ضد الأشخاص من الديانة اليهودية'". يؤكد المحامون أن "نداء فلسطين العاجل" أكدت منذ تأسيسها رغبتها في مكافحة جميع أشكال العنصرية ومعارضة أي خطاب أو فعل معاد للسامية بشدة.

تلقت المجموعة دعماً واسعاً من اليسار الراديكالي واليسار المتطرف. جرت تجمعات في عدة مدن في 6 مايو/أيار احتجاجاً على قرار الحل. وقعت عريضة ضد حلها، وقعها عدد من الشخصيات المعروفة، وجمعت مئات آلاف التوقيعات. تدعو "نداء فلسطين العاجل" أيضاً إلى التظاهر في 17 مايو/أيار، وهو يوم إحياء ذكرى النكبة التي تعني "الكارثة" بالعربية وتشير إلى التهجير الذي أعقب إقامة دولة إسرائيل عام 1948.

مؤخراً، أكدت المحكمة الإدارية في باريس قرار منع تظاهرة "مناهضة للفاشية والعنصرية" كانت مقررة في العاصمة، وكان من المقرر أن تشارك فيها مجموعة "نداء فلسطين العاجل". اعتبر القاضي أن المنع "ليس مخالفاً للقانون بشكل واضح"، مشيراً إلى أن المنع أخذ في الاعتبار "ارتكاب أعضاء في المنظمات التي دعمت التظاهرة لأعمال عنف في الماضي".

كما برر القاضي بأن هذه التظاهرة المضادة كانت مقررة على نفس المسار الذي تسلكه تظاهرة أخرى تقام سنوياً لإحياء ذكرى مختلفة، وأنه كان "سيؤدي إلى اختلاط المشاركين في كلتا التظاهرتين اللتين لديهما تناقضات أيديولوجية قوية".

ردت منظمة العفو الدولية على إجراءات الحل هذه بالتحذير من "إشارة مقلقة". اعتبرت المنظمة أن قرار الحكومة بحل مجموعة تدافع عن حقوق الفلسطينيين، في خضم ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية في قطاع غزة"، سيكون "عملاً خطيراً للغاية". منتقدةً "القيود غير المتناسبة" في عدة دول أوروبية والولايات المتحدة على "حريات التعبير والتجمع السلمي للمدافعين عن حقوق الفلسطينيين".

ترى منظمة العفو الدولية أن إجراءات الحل، التي يجب أن تستخدم "كملاذ أخير"، تظهر "التدهور المستمر لحريات التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي في فرنسا". وفقاً للمنظمة، "القانون الفرنسي المتعلق بحل الجمعيات لا يتوافق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، لأنه يسمح بالحل بناءً على دوافع غامضة، مثل "التحريض على الكراهية" أو "التحريض على مظاهرات مسلحة" أو "تمجيد الإرهاب"، ودون رقابة قضائية مسبقة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.