
في كلمات قليلة
أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية مشروع قانون يشدد على قضاء الأحداث في فرنسا ويزيد مسؤولية الآباء. يتضمن القانون غرامات على الآباء وتغييرات في مبدأ "عذر القصور" للقاصرين، مما أثار انقساماً سياسياً.
أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية يوم الثلاثاء مشروع قانون طرحه رئيس الوزراء السابق غابرييل أتال يهدف إلى تشديد قوانين قضاء الأحداث و"تحميل الآباء مسؤولية أكبر". ومن المتوقع إجراء تصويت نهائي على النص في مجلس الشيوخ يوم الاثنين المقبل.
تمت الموافقة على مشروع القانون، الذي تم التوصل إلى اتفاق بشأنه بين غرفتي البرلمان، بأغلبية 341 صوتاً مقابل 187. وحظي بدعم الكتلة الوسطية واليمين المتطرف، في حين امتنع عدد قليل عن التصويت. وصوت اليسار بأكمله ضد المشروع، معتبراً أنه يتعارض مع المبادئ الأساسية لقضاء الأحداث.
قال غابرييل أتال، زعيم نواب حزب "النهضة"، تعليقاً على القرار: "هذه خطوة مهمة جداً في مكافحة جنوح الأحداث". وأعرب عن قناعته بأن الشباب "بحاجة إلى إطار". وأشار أتال أيضاً إلى العنف الذي وصفه بـ"المتزايد دون قيود بين الشباب"، الذين يتم استخدامهم أحياناً كـ"وقود للمدافع" من قبل البالغين. ورحب بنجاح تمرير النص على الرغم من حل الحكومة الذي "قطع عمل حكومتي في زخمها".
يتضمن مشروع القانون عدة إجراءات رئيسية، من بينها إنشاء غرامة مدنية على الآباء الذين لا يستجيبون لاستدعاءات حضور الجلسات القضائية المتعلقة بأبنائهم. كما يتضمن إنشاء إجراء مثير للجدل للمثول الفوري أمام المحكمة للمجرمين الأحداث العائدين، اعتباراً من سن 16 عاماً.
من التغييرات البارزة الأخرى: عكس مبدأ "عذر القصور"، الذي ينص على أن القاصر يعاقب بشكل أقل صرامة من البالغ. اعتباراً من سن 16 عاماً، سيصبح هذا استثناءً يجب على القاضي تبريره، وليس القاعدة، وذلك في حالات العود التي تستوجب عقوبة سجن لا تقل عن خمس سنوات. صرح الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان أن الأمر لا يتعلق بالحكم بشكل أكثر صرامة، بل "بالحكم بشكل أسرع وأكثر عدالة وأكثر فائدة".
يعارض اليسار بشدة مشروع القانون. قالت كوليت كابديفيل (الحزب الاشتراكي) إن "مهنيي رعاية الأطفال يجمعون على إدانة مشروع قانون أتال، معتبرين إياه شعبوياً، مبسطاً، رجعياً، قمعياً، باختصار شديد الخطورة". وأضافت: "معاملة القاصر كبالغ هي إساءة إضافية سنرتكبها بحق الأطفال".
تعهدت أحزاب اليسار، بما في ذلك "فرنسا الأبية" والاشتراكيون والبيئيون، الذين دافعوا دون جدوى عن اقتراح رفض النص، بالطعن فيه أمام المجلس الدستوري. بالنسبة لحزب "التجمع الوطني"، رأت سيلفي جوسيراند أن هذا "إصلاح آخر لا يذكر" يعكس "رغبة المؤلف في الظهور"، لكنها صوتت لصالحه نظراً لـ"الاستعجال".