
في كلمات قليلة
تواجه العائلات المسلمة في فرنسا صعوبات شديدة في دفن ذويها بسبب النقص المزمن في الأقسام المخصصة للمسلمين في المقابر. هذه المشكلة تؤدي إلى تأخير الدفن وتفرض ضغوطاً كبيرة على العائلات، مع دعوات لجعل توفير هذه الأماكن واجباً قانونياً.
تواجه الجالية المسلمة في فرنسا مشكلة متفاقمة تتعلق بنقص حاد في أماكن الدفن المخصصة للمسلمين في المقابر، مما يضع العائلات في مأزق ويجبر البعض على نقل جثامين ذويهم للدفن خارج البلاد.
تقرير حكومي صدر مؤخراً أوصى بتسهيل إنشاء أقسام خاصة للمسلمين في المقابر الفرنسية، معترفاً بالنقص الكبير في هذه الأماكن. وقد تفاقمت المشكلة بسبب ارتفاع عدد الوفيات وإغلاق الحدود الذي منع العديد من العائلات من دفن أحبائهم في بلدانهم الأصلية. بالنسبة للمسلمين وممثليهم، أصبح حل هذه الأزمة ضرورة ملحة.
إبراهيم، شقيق المرحوم مامي أوسينو، يروي الصعوبات التي واجهتها عائلته. عاش مامي وتوفي في منطقة تور، وكانت رغبة أبنائه أن يُدفن في فرنسا. لكن لم يُعثر على مكان له في القسمين المخصصين للمسلمين في مقابر تور. طلبت العائلة استثناءً لدفنه في بلدية مجاورة، لكن المشكلة نفسها تكررت: لا أماكن شاغرة. لهذا السبب، قررت العائلة في النهاية دفنه في السنغال.
عبد القادر بوسعدة، الذي يدير مؤسسة اليُسر لخدمات الجنائز الإسلامية في جوي-ليه-تور، يواجه هذه المشكلة بشكل منتظم. وفقاً للشريعة الإسلامية، يجب دفن الميت بأسرع وقت ممكن، عادةً خلال 24 إلى 48 ساعة. لكن بسبب نقص الأماكن، ارتفعت المدة لتصل إلى 7 أو 10 أيام، وفي بعض الأحيان وصلت إلى 14 يوماً قبل العثور على مكان للدفن. يقول عبد القادر: "العائلات تشعر باليأس التام، الوضع معقد للغاية".
هناك بعض الخطوات الإيجابية. فقد أعلن رئيس بلدية سان-بيير-دي-كورب مؤخراً عن شراء أرض مساحتها 16 ألف متر مربع لمقبرة جديدة، سيتم تخصيص جزء كبير منها كقسم للمسلمين. هذا المشروع كان قيد الدراسة منذ عامين.
«هذه أخبار جيدة جداً. الآن قلقنا يتركز على الوقت الذي سيستغرقه التنفيذ. كيف سندفن موتى المسلمين بكرامة خلال هذه الفترة؟ هذا سؤال حقيقي وقلق حقيقي».
في ليون أيضاً، يتم التخطيط لتوسيع عدة أقسام للمسلمين في المقابر. يعترف السيد كمال قبطان، عميد مسجد ليون الكبير، بجهود المدينة في هذا الصدد، لكنه يذكّر بأن القرار النهائي يعود لرؤساء البلديات. رغم وجود تعميم من وزارة الداخلية يشجع على ذلك باسم الاندماج، إلا أن التنفيذ الفعلي متفاوت.
«رؤساء البلديات يتصرفون حسب أهوائهم ووفقاً للمصلحة الانتخابية التي يمكن أن يحققوها من القرار الذي يتخذونه. يجب تسمية الأشياء بأسمائها. اليوم، بعض البلديات لا ترغب في وجود مقابر طائفية (مخصصة للمسلمين)».
ويرى كمال قبطان أن الأمر يجب أن يصبح إلزامياً. ويضيف: "يُطلب منا الاندماج في النظام العام. إذا كان علينا واجبات، فلنا أيضاً حقوق، ومنها الحق في الموت والدفن في هذا البلد. أغلبية هؤلاء الأشخاص الذين يتوفون هم من الجنسية الفرنسية. يجب أن نجد حلاً كما وجدناه لطوائف أخرى، باسم المساواة بين المواطنين".
***
هذا المقال هو مادة إخبارية ولا يتضمن أي إشارات إعلانية.