فرنسا: ديوان المحاسبة يطالب بتعزيز الرقابة على انتقال الموظفين الحكوميين للقطاع الخاص

فرنسا: ديوان المحاسبة يطالب بتعزيز الرقابة على انتقال الموظفين الحكوميين للقطاع الخاص

في كلمات قليلة

كشف تقرير ديوان المحاسبة الفرنسي عن قصور في مراقبة انتقال الموظفين الحكوميين إلى القطاع الخاص. رغم أن الظاهرة ليست منتشرة على نطاق واسع، إلا أنها تتطلب متابعة أفضل، خاصة بين كبار المسؤولين، لتجنب تضارب المصالح.


أصدر ديوان المحاسبة الفرنسي تقريراً جديداً يتناول ظاهرة انتقال الموظفين بين الخدمة العامة والقطاع الخاص، والمعروفة محلياً بـ«pantouflage». التقرير، الذي جاء بناءً على مبادرة مواطنين أعربوا عن قلقهم بشأن الاستخدام الأمثل للمال العام، يشير إلى أن عمليات الانتقال هذه لا تخضع للرقابة الكافية، خاصة في قطاع الصحة العامة.

على الرغم من أن بعض الحالات البارزة لانتقال مسؤولين كبار من مناصب حكومية رفيعة إلى شركات خاصة ضخمة تحظى بتغطية إعلامية كبيرة وقد تعطي انطباعاً عن هجرة واسعة النطاق، يؤكد ديوان المحاسبة أنه يسعى إلى "تبديد خرافة هجرة الأدمغة". وفقاً لأحدث البيانات المتوفرة (2019)، قُدّر عدد حالات الانتقال من القطاع العام إلى الخاص بنحو 10 آلاف حالة من بين 500 ألف شخص يغادرون الإدارة الفرنسية سنوياً. هذا العدد يمثل نسبة صغيرة من إجمالي عدد الموظفين الحكوميين في فرنسا (الذي يقترب من 6 ملايين). صرّح رئيس ديوان المحاسبة أن الانتقال يتركز بشكل أساسي في المستويات العليا من الخدمة المدنية، وأن 8% فقط من خريجي المدرسة الوطنية للإدارة (ENA) تركوا الخدمة العامة نهائياً.

يشير التقرير إلى أن حالات الانتقال البالغ عددها 10 آلاف تتركز في «المناصب الأعلى». الأسباب الرئيسية التي تدفع الموظفين لمغادرة القطاع العام تبقى شخصية بالدرجة الأولى، وتتعلق بشكل رئيسي بالراتب (أظهرت دراسات أن موظفي الخدمة العامة يحصلون على رواتب أقل بنسبة 3.7% من نظرائهم في القطاع الخاص عند تساوي ساعات العمل)، بالإضافة إلى فرص التطور المهني وظروف العمل. يخلص ديوان المحاسبة إلى أن الانتقال المهني بين القطاع العام والخاص يعود قبل كل شيء إلى "خيارات شخصية للموظفين".

ومع ذلك، تسعى الدولة إلى مراقبة هذه الانتقالات لمنع تضارب المصالح المحتمل. منذ عام 2019، تم إسناد مهمة مراقبة الانتقال في المناصب العليا - الأكثر حساسية وتأثيراً - إلى الهيئة العليا للشفافية في الحياة العامة (HATVP). نادراً ما تصدر هذه الهيئة قرارات بعدم التوافق (أقل من عشرة قرارات بين 2020 و2023)، لكنها غالباً ما تصدر آراء مصحوبة بتحفظات (وصلت إلى 77% من الآراء في عام 2023). يأسف ديوان المحاسبة لأن متابعة هذه التحفظات نادراً ما تتم.

كشف التقرير أيضاً عن تباينات كبيرة في متابعة حالات الانتقال حسب قطاعات الخدمة العامة. فبينما يبدو أن المراقبة راسخة على مستوى الدولة، لا تزال المجالس المحلية في طور بناء أنظمتها. أما في المستشفيات العامة، فإن عدد المراجعات والإخطارات شبه معدوم، مما يشير إلى ضعف كبير في الرقابة في هذا القطاع.

يطالب ديوان المحاسبة في الختام بتوحيد بعض الممارسات وتحسين متابعة هذه الانتقالات، بما في ذلك المتابعة الإحصائية، معتبراً أنها أصبحت، ربما أكثر من أي وقت مضى، تحدياً في مجال إدارة الموارد البشرية. ويأتي هذا التقرير في سياق تعاني فيه الخدمة العامة من مشكلة في جذب الكفاءات، وتزايد عدد الموظفين المتعاقدين الذين يساهمون في تسهيل هذه التنقلات.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.