فرنسا: هل يتم إلغاء وضع الوظيفة العمومية الترابية؟ نظام "على وشك الانهيار"

فرنسا: هل يتم إلغاء وضع الوظيفة العمومية الترابية؟ نظام "على وشك الانهيار"

في كلمات قليلة

تدرس فرنسا مقترحاً بإلغاء الوضع الخاص لموظفي الخدمة العامة الإقليمية. يهدف الإصلاح إلى تبسيط الإجراءات وزيادة الفعالية وتعزيز حقوق الموظفين من خلال الانتقال إلى قانون العمل العام.


تجري في فرنسا نقاشات جادة حول إمكانية إلغاء الوضع الخاص لموظفي الخدمة العامة الإقليمية (Fonction Publique Territoriale - FPT). يعتبر هذا الإجراء، الذي ألمح إليه الرئيس إيمانويل ماكرون في 13 مايو، خطوة أساسية نحو تبسيط عمل المسؤولين المحليين، إيجاد أدوات جديدة للفعالية، وتعزيز حقوق الموظفين العموميين.

تاريخياً، كان الهدف من وضع الموظف العمومي في فرنسا، الذي تأسس عام 1946 وتم تعزيزه بقوانين في الثمانينات، هو حماية الموظفين من التعسف السياسي وضمان استقلاليتهم. يشمل هذا الوضع نظام توظيف خاص (المسابقات)، وتصنيفات وظيفية محددة (الفئات A, B, C)، وقواعد مرتبطة بالراتب.

لكن، رغم أنه ساهم في بناء خدمة عامة نزيهة وذات كفاءة، أصبح النظام الحالي جامداً وغير متناسب مع الممارسات الإدارية الحديثة. يقول منتقدو النظام إنه "على وشك الانهيار". يُقترح كبديل اللجوء إلى قانون العمل العام (droit commun du travail)، المطبق على معظم العاملين في القطاع الخاص، مع توفير ضمانات خاصة للوظائف الأكثر حساسية سياسياً، على غرار ما حدث في شركات مثل SNCF وFrance Télécom.

يقدم الخبراء والمسؤولون المحليون ثلاثة أسباب رئيسية تدعم هذا الإصلاح:

  • **أدوات قديمة:** آليات النظام التقليدية (المسابقات، الفئات، التقييمات) أصبحت بالية. حوالي 70% من موظفي الفئة C يتم توظيفهم بالفعل بناءً على المقابلات. العقود المؤقتة في ازدياد، حيث يعمل 70% من المتعاقدين بعقود قصيرة الأجل (1-3 سنوات) بدون آفاق للتجديد. الانتقال إلى قانون العمل العام سيسهل استخدام العقود الدائمة (CDI)، مما يقلل من هشاشة وضع العديد من الموظفين.
  • **عدم التوافق مع تطلعات الموظفين:** العديد من المهن في الإدارات المحلية لا تختلف عن تلك الموجودة في القطاع الخاص (عمال الحدائق، النجارون، عمال الصيانة، المساعدات المنزليات، الأخصائيون الاجتماعيون...). الموظفون يبحثون عن مسارات مهنية غنية تجمع بين الخبرات في الشركات والجمعيات والهيئات المحلية.
  • **تقييد استقلالية السلطات المحلية:** لم يعد بإمكان المسؤولين المحليين المنتخبين (مثل رؤساء البلديات) قبول أن سياستهم المتعلقة بالأجور يتم توجيهها مركزياً من قبل الدولة. الدولة يمكن أن تقرر زيادة نقطة المؤشر (الأساس الذي يُحسب عليه جزء من الراتب) دون تعويض السلطات المحلية ودون الأخذ في الاعتبار الجهود التي قد تكون بذلتها البلديات بالفعل فيما يتعلق بعناصر أخرى من الراتب.

لذلك، يُنظر إلى اللجوء إلى قانون العمل العام كإجراء تبسيطي، لزيادة الفعالية، ولتعزيز حقوق الموظفين. من شأنه تبسيط العمليات، حيث يمكن للمسؤولين الاعتماد على قواعد معروفة ومجربة، وتوسيع قاعدة المرشحين لوظائف إدارة الموارد البشرية التي تعاني البلديات من نقص فيها. من ناحية الفعالية، سيوفر أدوات إدارية أكثر مرونة، مثل تسهيل وتأمين إجراءات التوظيف والفصل. أما بالنسبة لحقوق الموظفين، فإن الانتقال إلى قانون العمل العام سيسهل الحصول على عقود دائمة (CDI)، ويضمن الانضمام التلقائي لنظام التقاعد العام، ويسهل التنقل الوظيفي.

يعمل حالياً في الخدمة العامة الإقليمية في فرنسا حوالي 1.94 مليون موظف، منهم 1.4 مليون يتمتعون بوضع الموظف العمومي، و448 ألف بعقود. يثير هذا المقترح نقاشاً واسعاً في الأوساط السياسية والإدارية والنقابية.

*أبراج الحظ تقدم كمادة إعلانية.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.