فرنسا تناقش قانوناً حول "المساعدة على الموت": الكنيسة الكاثوليكية تعارض بشدة

فرنسا تناقش قانوناً حول "المساعدة على الموت": الكنيسة الكاثوليكية تعارض بشدة

في كلمات قليلة

يشهد البرلمان الفرنسي نقاشاً حاداً حول مشروع قانون يخص "المساعدة على الموت". تبرز الكنيسة الكاثوليكية كمعارض رئيسي لهذا القانون، معتبرة أن الحياة ليست ملكاً للإنسان ليقرر إنهاءها. النقاش يتطرق إلى معايير تحديد حالة المرض النهائية ودور العقيدة في القرارات المتعلقة بنهاية الحياة.


يستعد البرلمان الفرنسي لمناقشة مشروع قانون مثير للجدل حول ما يسمى "المساعدة على الموت" الأسبوع المقبل. هذا الموضوع يثير نقاشاً واسعاً وخلافات عميقة في المجتمع الفرنسي، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الأخلاقية والدينية لنهاية الحياة.

من النقاط الرئيسية في مشروع القانون هو محاولة تحديد ما إذا كان يمكن للقانون أن يحدد بدقة المدة الزمنية المتبقية لحياة مريض يعاني من "مرض خطير وغير قابل للشفاء" في مراحله النهائية أو المتقدمة. سلطة الصحة العليا في فرنسا قدمت رأياً منتظراً بهذا الشأن، مشيرة إلى صعوبة التحديد الدقيق لمدة "التشخيص الحيوي في المرحلة النهائية أو المتقدمة". وبدلاً من ذلك، اقترحت السلطة الأخذ في الاعتبار "جودة الحياة المتبقية" للمريض الذي دخل في "مسار لا رجعة فيه".

مفهوم "جودة الحياة" يتقاطع مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان قد تطرق إلى ما أسماه "الخيار الأقل سوءاً" عند الحديث عن نهاية الحياة. هذا التعبير قوبل برد حازم من الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا. رئيس مؤتمر الأساقفة الفرنسيين، المونسنيور دي مولان-بوفور، قال رداً على ماكرون: "لا يا سيدي الرئيس، خيار المساعدة على الموت ليس خيار الأقل سوءاً. إنه خيار الموت وحسب".

هذه المعارضة من الكنيسة تمثل جوهر موقف الرافضين للقانون الجديد. فهم يرون في الموت نتيجة حتمية يجب الاستعداد لها، لا خياراً يمكن التحكم فيه. إلا أن المؤيدين يرون أن النقاش ليس حول الحياة مقابل الموت، بل حول الظروف التي يواجه بها الإنسان نهايته، مع التركيز على المعاناة، والألم، والكرامة، واحترام الذات والآخرين، والصورة التي يريد المرء أن يتركها خلفه.

بعض المعارضين يتخوفون مما يسمونه "القطيعة الأنثروبولوجية"، وهو مصطلح غامض يستخدم غالباً من قبل معارضي القتل الرحيم، واستخدم سابقاً لمعارضة قضايا أخرى مثل توسيع الإخصاب بمساعدة لجميع النساء، والزواج للجميع، وحتى الإجهاض. من المهم الإشارة إلى أن المجتمع استمر وتكيف مع كل هذه الإصلاحات. بالإضافة إلى ذلك، يؤكد المؤيدون أن "المساعدة النشطة على الموت"، في حال إقرارها، ستكون محاطة بقيود صارمة، ولن تكون إلزامية، ولن تتعارض مع توفير الرعاية التلطيفية للمرضى.

الانقسام الحقيقي في هذا النقاش هو بين من يرون، مثل الفيلسوف أندريه كومت-سبونفيل، أن "إضفاء الشرعية على القتل الرحيم هو منح الحرية المطلقة للسيطرة على الحياة حتى النهاية"، وبين من يعتقدون أن الحياة لا يملكها الفرد. وإذا لم تكن له، فلمن إذاً؟

على الرغم من تطور موقف الكنيسة في بعض القضايا، إلا أن مواقفها بشأن بداية الحياة ونهايتها تظل ثابتة دون تغيير. تعتبر هذه القضايا جزءاً من العقيدة، التي يراها البعض عائقاً أمام التفكير النقدي والحرية المطلقة للضمير.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.