
في كلمات قليلة
قدم وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين مقترحات لإصلاح النظام القضائي، تتضمن توسيع نطاق "الإقرار بالذنب"، فرض وساطة إجبارية في بعض القضايا المدنية، وتحديد حدود دنيا للعقوبات في الجرائم اليومية. تشمل الخطط أيضًا إنشاء "سجون متخصصة" لمعالجة مشكلة الاكتظاظ.
كشف وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين عن سلسلة من المقترحات الهادفة إلى إصلاح النظام القضائي في البلاد. في رسالة موجهة إلى القضاة وعاملي العدالة، عرض الوزير رؤيته للتغييرات المزمع تنفيذها قبل نهاية الفترة الرئاسية في عام 2027.
تهدف الإصلاحات المقترحة إلى "تسهيل" الوصول إلى العدالة، و"توضيح" العقوبات، و"إعادة التفكير" في نظام السجون. يقر دارمانين بـ"علل" العدالة في فرنسا ويدعو إلى مزيد من الصرامة والفعالية.
من بين المبادرات الرئيسية، يبرز **توسيع نطاق تطبيق إجراء "الإقرار بالذنب"** ("plaider-coupable"). يسمح هذا الإجراء المُسرّع بتجنب محاكمة كاملة إذا اعترف المتهم بالوقائع. كان هذا الإجراء مقتصراً سابقاً على بعض الجنح، لكنه قد يشمل مستقبلاً قضايا جنائية خطيرة مثل جرائم القتل أو الاغتصاب. لتفعيله، سيتطلب ذلك موافقة الضحية والمدعي العام والقاضي، ليتم بعد ذلك تحديد العقوبة والتفاوض عليها بين الأطراف.
مسار آخر ملحوظ هو تطبيق **وساطة إجبارية** في بعض القضايا المدنية، مثل النزاعات القانونية. يتحدث جيرالد دارمانين عن "مرحلة ودية أولية إلزامية" بهدف "إخراج بعض الموضوعات من النطاق القضائي". ويذكر على سبيل المثال التبني البسيط أو الميراث الشاغر (عندما لا يكون هناك ورثة).
فيما يتعلق بالعقوبات، وعلى الرغم من أن الوزير ينفي رغبته في اقتراح "إصلاح كبير آخر"، إلا أنه يتطلع إلى "إعادة النظر كلياً في سلم العقوبات". يطرح فكرة التشاور لإدخال **"حدود دنيا" للعقوبات**, دون استخدام عبارة "الحد الأدنى من الأحكام" بشكل مباشر. يُنظر إلى هذه "الحدود" كأولوية لما يسميه الوزير "جرائم الحياة اليومية"، ولا سيما "السرقات، التخريب، والقيادة المتهورة غير القانونية".
في سياق هذا التشاور، يرغب جيرالد دارمانين في تقليص نطاق العقوبات إلى أربع فئات رئيسية (مقابل حوالي 200 حالياً): السجن، المراقبة القضائية (بدائل العقوبة، أعمال المنفعة العامة)، الغرامات اليومية، والغرامات العادية. في ظل ظاهرة **الاكتظاظ في السجون**، حيث يصل معدل الإشغال إلى 133% (83 ألف شخص، منهم 5 آلاف يضطرون للنوم على فراش على الأرض)، يدعو الوزير إلى تفضيل العقوبات البديلة للسجن عند ارتكاب المخالفة الأولى.
علاوة على ذلك، يُقترح إنشاء **"سجون متخصصة"**. على غرار مراكز الأمن المشدد المخصصة لتجار المخدرات الكبار، يرغب الوزير في إنشاء سجون ذات طابع خاص. هذا التنظيم مستوحى من نماذج موجودة ويأتي أيضاً كرد على تقرير صدر مؤخراً حول وضع السجون الفرنسية. هذا التقرير أوصى بـ"تخفيض استثنائي عام للعقوبة"، كما حدث خلال أزمة كوفيد.
التدابير الأخرى المذكورة في الرسالة تتضمن بشكل خاص **التحول الرقمي للعدالة**: تجربة الجلسات عن بعد عبر الفيديو، إلغاء المراسلات الورقية، وزيادة استخدام الذكاء الاصطناعي.