
في كلمات قليلة
انتُخب فريدريش ميرتس مستشاراً جديداً لألمانيا بعد جولة ثانية غير مسبوقة في البرلمان (البوندستاغ). يشير هامش الفوز الضيق إلى بداية قد تكون صعبة لقيادته.
انتُخب زعيم الكتلة المحافظة (الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي) فريدريش ميرتس ليصبح المستشار العاشر لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك بعد تصويت أجراه البرلمان الألماني (البوندستاغ) مؤخراً. شهدت عملية الانتخاب جولة ثانية غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الاتحادية، مما يعكس صعوبة التوافق.
وبينما وصفته صحيفة ألمانية بأنه كـ"الطالب الذي رسب في امتحاناته الجزئية" بسبب حاجته لجولة ثانية للفوز بالمنصب خلفاً لأولاف شولتس، فقد حسم ميرتس النتيجة بفارق عشرة أصوات فقط. يعتبر هذا الفارق كافياً للوصول إلى أعلى منصب، لكنه ضئيل جداً، مما يشير إلى أن قيادته قد تكون محفوفة بالتحديات منذ البداية.
خلال أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، تعهد ميرتس (69 عاماً) بـ"تكريس جهوده لخير الشعب الألماني والقيام بواجباته بضمير والتحلي بالعدل تجاه الجميع". يمثل هذا القسم تجسيداً للمادة 56 من الدستور الألماني، ويأتي بعد مسيرة طويلة لميرتس في السياسة، حيث يُنظر إليه على أنه "ناجٍ سياسي" بعد سنوات من التنافس، خاصة مع المستشارة السابقة أنغيلا ميركل.
يأتي انتخاب ميرتس في فترة دقيقة لأوروبا. وتثير قيادته الهشة داخل ائتلافه الخاص قلقاً في القارة العجوز. ومن المتوقع أن يقوم المستشار الجديد بزيارات قريبة إلى باريس ووارسو، مما يؤكد أهمية العلاقات مع الشركاء الأوروبيين الرئيسيين. وعلى الرغم من إظهار بعض التقارب، يتوقع الخبراء أن تدافع برلين بقوة عن مصالحها الوطنية تحت قيادته.