
في كلمات قليلة
انتقد الخبير الفرنسي فرانك فريغوسي تقريراً حول "الإخوان المسلمين" في فرنسا، واصفاً إياه بأنه ذو "نبرة تحذيرية". أشار إلى تجاهل التقرير لتيارات إسلامية أخرى ودور بعض الدول، ورأى أن النبرة تتوافق مع الموقف السياسي للوزير المعني.
أعرب فرانك فريغوسي، الخبير البارز في شؤون الإسلام بفرنسا، عن أسفه إزاء النبرة التي سادت تقريراً حديثاً حول جماعة "الإخوان المسلمون". وقال فريغوسي، الذي استشير في إعداد التقرير نفسه، إن معدي التقرير "تبنوا مقاربة ذات نبرة تحذيرية واضحة"، معتبراً أنهم "أعادوا إنتاج السردية السائدة حالياً، التي مفادها أننا نواجه أسلمة زاحفة للمجتمع".
وأشار الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) إلى وجود عدة "نقاط عمياء" في التقرير. فعلى سبيل المثال، وفيما يتعلق بارتداء الفتيات الصغيرات للحجاب، لاحظ فريغوسي وجود "صيغ متعددة ومتحفظة يقول فيها المؤلفون إنه ليس لديهم أي دليل قاطع فعلاً لتجريم اتحاد مسلمي فرنسا بشكل خاص، مع إيحاء ضمني بأنه 'ليس لدينا دليل قاطع، لكن مع ذلك، يبقى الشك قائماً'".
من أبرز "النقاط العمياء" التي رصدها فرانك فريغوسي هو غياب تحليل للحركات والتيارات الإسلامية الأخرى الموجودة في فرنسا، بالإضافة إلى عدم التعليق على دور بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
يقول فريغوسي: "نحن نتجنب تسليط الضوء على المسؤولية التاريخية لعدد من الدول التي هي اليوم شركاؤنا، لا سيما الشركاء الاقتصاديين". وأضاف: "ما يدهشني أيضاً هو الانتقال السريع جداً بين الحديث عن "الإخوان المسلمين" وتنظيماتهم المحتملة وبين السلوكيات التي يمكن ملاحظتها في المجتمع، وكأن التركيز على "الإخوان المسلمين" هو في الحقيقة ذريعة للإشارة بإصبع الاتهام إلى ما يبدو غير مقبول للبعض، أي الرؤية الحضرية للواقع الإسلامي".
ويشير فرانك فريغوسي إلى أن "النبرة تتوافق في النهاية بشكل جيد مع الموقف الذي يتخذه الوزير [جيرالد دارمانان، الذي كان سابقاً في وزارة الداخلية]، والذي لطالما أعلنه الوزير، فيما يتعلق باستهداف "الإخوان المسلمين" ورفض مفهوم الإسلاموفوبيا. وأجد أن هناك صدفة مدهشة حقاً في ذلك".