
في كلمات قليلة
تشهد فرنسا زيادة ملحوظة في عدد لجان التحقيق البرلمانية. ويحذر خبراء قانونيون من أن هذه اللجان باتت تشبه المحاكمات العلنية لكنها لا توفر حق الدفاع للمُستجوَبين.
تُعد لجان التحقيق البرلمانية أداة أساسية في الحياة الديمقراطية، حيث تتيح للبرلمان ممارسة الرقابة على عمل الحكومة والإدارة، مما يضمن مساءلة السلطة أمام الشعب. هذا الحق البرلماني مكفول بموجب الأطر الدستورية في العديد من الأنظمة الديمقراطية، بما في ذلك فرنسا، حيث تعكس هذه الوظائف مبادئ من إعلان حقوق الإنسان والمواطن والدستور الفرنسي.
ومع ذلك، شهدت السنوات القليلة الماضية زيادة ملحوظة في وتيرة عمل هذه اللجان. ففي فرنسا على سبيل المثال، إذا كان متوسط عدد اللجان في مجلس الشيوخ بين عامي 1998 و2022 يبلغ أقل من اثنتين سنوياً، فقد تم فتح سبع لجان في عام 2024 وحده. كما يشهد الجمعية الوطنية اتجاهاً متصاعداً مستمراً منذ بداية التسعينيات، حيث ارتفع عدد اللجان من واحدة سنوياً في المتوسط بين عامي 1988 و1997 إلى حوالي عشر لجان سنوياً منذ عام 2022.
هذا الارتفاع الكمي يثير قلقاً بالغاً بين القانونيين والمحامين. فهم يحذرون من أن لجان التحقيق البرلمانية تتحول بشكل متزايد إلى ما يشبه "محاكمات علنية"، دون توفير الضمانات الإجرائية وحق الدفاع المكفول للمشاركين في الإجراءات القضائية العادية.
يؤكد الخبراء على أن الدور الأساسي للجان البرلمانية هو المراقبة وتقييم السياسات العامة وأداء المسؤولين، وليس الحلول محل النظام القضائي. إن خلط هذه الوظائف قد يقوض أسس العدالة ويخلق سوابق حيث يمكن المساس بسمعة وحقوق الأفراد أو المسؤولين بشكل خطير دون احترام الإجراءات القانونية الواجبة.
وعليه، فإن تزايد نشاط لجان التحقيق البرلمانية في فرنسا يطرح تساؤلات حول ضرورة الحفاظ على توازن دقيق بين مهام الرقابة البرلمانية ومبادئ العدالة المنصفة.