
في كلمات قليلة
تقدم أعضاء في مجلس الشيوخ الفرنسي بمقترح قانون يهدف إلى منح الضابط ألفرد دريفوس رتبة لواء بعد وفاته. تأتي هذه الخطوة لتصحيح الظلم التاريخي الذي تعرض له دريفوس في القضية الشهيرة التي تحمل اسمه، والتي وقعت في سياق معاداة السامية أواخر القرن التاسع عشر.
تقدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الاشتراكيين في فرنسا بمقترح قانون يهدف إلى إعادة الاعتبار العسكري للضابط ألفرد دريفوس، الذي ارتبط اسمه بواحدة من أبرز الفضائح القضائية والسياسية في فرنسا نهاية القرن التاسع عشر.
ويهدف مقترح القانون هذا، الذي تم تقديمه إلى مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي (29 أبريل)، إلى منح ألفرد دريفوس رتبة عميد (brigadier general) بعد وفاته. وهي الرتبة التي كان من الممكن أن يصل إليها لو لم يُدان زوراً في عام 1894.
وقال رئيس كتلة الاشتراكيين في مجلس الشيوخ، باتريك كانير، إن هذه الخطوة ليست سياسية بحتة، بل تحمل رمزية مهمة في مواجهة "الأجواء المقلقة" وتزايد معاداة السامية في البلاد. وأشار إلى أن مكافحة الكراهية يمكن أن تتم أيضاً من خلال أفعال رمزية مثل هذا المقترح.
تُعرف "قضية دريفوس" بأنها فضيحة سياسية وقضائية كبرى هزت الجمهورية الفرنسية الثالثة. في عام 1894، اتُهم الكابتن ألفرد دريفوس، وهو ضابط فرنسي يهودي، بالخيانة والتجسس لصالح ألمانيا. ورغم الأدلة الضعيفة والأوراق المزورة، أُدين دريفوس وحكم عليه بالسجن المؤبد في جزيرة الشيطان بغويانا الفرنسية. اتسمت القضية بأجواء مشحونة بمعاداة السامية في المجتمع والجيش.
أدى الضغط العام والحملات الداعمة لدريفوس إلى إعادة فتح القضية. في عام 1906، بُرّئ ألفرد دريفوس بالكامل وأُعيد له اعتباره، كما أُعيد إلى صفوف الجيش ومُنح وسام جوقة الشرف. لكنه لم يستعد بشكل كامل جميع الرتب والمسؤوليات التي كانت تتناسب مع مكانته الأصلية. يأتي مقترح القانون الجديد لتصحيح هذا الظلم التاريخي بشكل كامل بعد أكثر من قرن على تبرئته.
وأعرب السيناتور باتريك كانير عن أمله في أن يتم مناقشة مقترح القانون في مجلس الشيوخ في موعد أقصاه الخريف المقبل.