نائب فرنسي يقترح تغييرات جذرية في سياسة الهجرة تشمل "مراجعة شاملة للم شمل الأسر"

نائب فرنسي يقترح تغييرات جذرية في سياسة الهجرة تشمل "مراجعة شاملة للم شمل الأسر"

في كلمات قليلة

اقترح النائب الفرنسي تشارلز رودويل تقليص الهجرة إلى فرنسا بشكل كبير، مع التركيز على الهجرة لأغراض العمل فقط وإعادة النظر بشكل جدي في سياسة لم شمل الأسر. يرى النائب أن الوضع الحالي للهجرة في فرنسا "لا يمكن تحمله".


اقترح تشارلز رودويل، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية عن حزب "النهضة" الرئاسي، تغييرات جذرية على سياسة الهجرة في البلاد. ويرى رودويل أن فرنسا بحاجة للتحول إلى سياسة "الهجرة الانتقائية" التي تركز فقط على احتياجات العمل وتقليص أعداد المهاجرين بشكل كبير.

وفي مقال رأي نشره، انتقد رودويل الوضع الحالي، مشيراً إلى أنه على مدار ثلاثين عاماً، تم التصويت على ثلاثين قانوناً للهجرة، لكن أياً منها لم يحقق نتيجة واضحة أو فعالة. وأشار إلى أن أكثر من 70% من الفرنسيين يرفضون النهج الحالي للهجرة.

واعترف النائب بأن الاقتصاد الفرنسي والخدمات العامة تعتمد بشكل كبير على عمل مئات الآلاف من الأجانب. ومع ذلك، قال إن تدفقات الهجرة الحالية "لا يمكن تحملها" بالنسبة لفرنسا. واستشهد رودويل بأرقام قال إن رئيس الوزراء ذكرها، تفيد بوصول نصف مليون مهاجر إضافي وحوالي 160 ألف طالب لجوء في عام 2024.

الفكرة الرئيسية للعقيدة المقترحة هي تقليص الهجرة بشكل كبير وتركيزها فقط على احتياجات العمل. يقترح رودويل بناء سياسة الهجرة على أساس حصص محددة بوضوح بناءً على الوظائف الشاغرة الحقيقية والكفاءات المطلوبة. كما يقترح مراجعة سياسة منح تأشيرات الطلاب، لتقليل عددها وتوجيهها فقط نحو الاحتياجات الفعلية (مثل الهندسة بدلاً من العلوم الاجتماعية).

ربما يكون الاقتراح الأكثر جذرية يتعلق بمسارات الهجرة القانونية الأخرى. يدعو رودويل إلى "تجفيف" جميع القنوات الأخرى بخلاف هجرة العمل "بدون محرمات". على وجه الخصوص، يقترح "الحد بشكل كبير من الهجرة العائلية"، من خلال فرض وقف فوري لـ "لم شمل الأسر" بهدف إعادة تعريف القواعد بالكامل. على المدى الطويل، يرى رودويل أن "لم شمل الأسر" يجب أن يكون ممكناً فقط للأجانب الذين عاشوا وعملوا وساهموا في ثروة فرنسا الوطنية لمدة لا تقل عن خمس أو حتى عشر سنوات، مستشهداً بنموذج النمسا في أوروبا.

من بين المقترحات الأخرى، إنهاء الهجرة لأسباب طبية، والتي وصفها النائب بأنها "انتهاك فضيع"، بالإضافة إلى تعزيز مكافحة الهجرة غير الشرعية عن طريق تعزيز مراقبة الحدود ومراجعة اتفاقيات شنغن. ويقترح رودويل أيضاً التشكيك في الاتفاقيات الدولية التي تنظم أو تشجع تدفقات الهجرة غير المنتقاة إلى فرنسا، وعلى رأسها الاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968.

يرى النائب أن تنفيذ مثل هذه المقترحات سيتطلب التشاور مع الفرنسيين، ربما من خلال استفتاء لتعديل الدستور. وأشار أيضاً إلى ضرورة معارضة بعض قرارات محاكم الاتحاد الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تتعارض، في رأيه، مع المصالح الوطنية الأساسية لفرنسا.

وخلص رودويل إلى أن فرنسا بحاجة إلى عقيدة هجرة واضحة وشجاعة ترفض فكرة الهجرة الجماعية ووهْم الهجرة "الصفرية"، وتركز على هجرة العمل المنتقاة التي تلبي احتياجات الفرنسيين.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.