
في كلمات قليلة
تستعرض المقالة تاريخ العلاقات الفرنسية الألمانية والشراكات السياسية الهامة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، محللة فترات التعاون والاختلاف على خلفية الأحداث الجارية.
في أعقاب انتخاب فريدريش ميرتس مستشاراً جديداً لألمانيا وزيارته المرتقبة إلى باريس، والتي رحب بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة X، تتجدد الأهمية بالحديث عن العلاقات الفرنسية الألمانية. هذه المناسبة تدعونا للغوص في تاريخ الشراكة الفرنسية الألمانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
عام 1963، أطلق الجنرال ديغول صيحته الشهيرة التي أصبحت رمزاً للمصالحة بعد الحرب: "تحيا الصداقة بين فرنسا وألمانيا!". جاء ذلك خلال توقيع معاهدة الإليزيه مع المستشار الألماني كونراد أدناور. بعد ثمانية عشر عاماً فقط من انتهاء الصراع العسكري، بدأت الدولتان مسار التقارب.
لكن ما يعتبر بحق "الثنائي" الفرنسي الألماني الذي أسس للتكامل الأوروبي هو الشراكة بين فاليري جيسكار ديستان وهيلموت شميدت. فقد أسسا معاً النظام النقدي الأوروبي، الذي كان السلف لمنطقة اليورو الحالية، وهو ركيزة أساسية للاقتصاد الأوروبي المعاصر.
في فردان، حيث دارت معارك الحرب العالمية الأولى، تصافح فرانسوا ميتران وهيلموت كول يداً بيد، في بادرة رمزية للمستقبل المشترك الخالي من الصراع. هذه اللفتة الطفولية تقريباً أكدت على أن الحرب بين فرنسا وألمانيا لم تعد ممكنة. صرح الرئيس ميتران حينها قائلاً: "يجب أن تظل الحرب مستحيلة وأن يُثنى عنها كل من يفكر فيها".
في المقابل، لم تكن كل فترات العلاقات الفرنسية الألمانية خالية من الصعوبات. فالعلاقة بين غيرهارد شرودر وجاك شيراك، ورغم التقدير المتبادل بين الرجلين، شهدت خلافات سياسية عميقة. وكذلك كانت العلاقة بين نيكولا ساركوزي وأنجيلا ميركل متقلبة؛ فبعد بداية قوية، أدت الأزمة المالية العالمية إلى خلق توتر بين الزعيمين.