
في كلمات قليلة
دعا الوزير الفرنسي مانويل فالس إلى حظر وتفكيك جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، مستنداً إلى تقرير استخباراتي يتحدث عن سعي الجماعة للتغلغل والانفصالية. يأتي ذلك وسط نقاش سياسي حاد حول التقرير.
في خطوة تأتي بعد دعوة مماثلة من زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا، دعا وزير الأقاليم الخارجية الفرنسي مانويل فالس، وهو رئيس وزراء سابق، إلى "حظر وتفكيك" جماعة الإخوان المسلمين.
جاءت هذه الدعوة مساء الأربعاء عقب اجتماع لمجلس الدفاع الفرنسي خصص لمناقشة تقرير استخباراتي عن "الحركة الإخوانية". اعتبر فالس أن هذه الحركة "تريد خلق الظروف للتغلغل والانفصالية" في المجتمع الفرنسي.
التقرير الاستخباراتي الحكومي، الذي كشفت تفاصيله وسائل إعلام فرنسية قبل عرضه رسمياً في مجلس الدفاع برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، يدفع الطبقة السياسية الفرنسية لاتخاذ مواقف بشأن ما يعتبرونه جزءاً كبيراً من التهديد الإسلاموي في فرنسا.
محتوى هذا التقرير المكون من 73 صفحة أثار غضب زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون، الذي وصفه بأنه "معادٍ للإسلام" واتهم الإليزيه بـ"اعتماد الأطروحات الهذيانية لريتايو ولوبان". على النقيض من ذلك، عزز التقرير تحليلات اليمين القومي. دعا جوردان بارديلا، زعيم التجمع الوطني، في وقت سابق إلى "حظر" الإخوان المسلمين ومكافحة "كل شبكاتها على المستوى الإداري".
مانويل فالس، المعروف بالتزامه بمكافحة الإسلاموية ودفاعه عن "الجمهورية"، صعد الموقف خلال مقابلة تلفزيونية، معتبراً أنه "يجب الذهاب بعيداً جداً وبقوة في الرغبة في تدمير الإخوان المسلمين". ووصل به الأمر إلى الدعوة لـ"حظر وتفكيك" "تنظيمهم"، مسايراً بذلك موقف حزب التجمع الوطني. ومع ذلك، اضطر رئيس الوزراء السابق إلى الاعتراف بأن الأمر "صعب بالطبع" نظراً لأن الجماعة ليست منظمة رسمياً على الأراضي الفرنسية. سبق لوزراء فرنسيين آخرين أن درسوا فكرة الحظر لكنهم تراجعوا بسبب صعوبة تنفيذ مثل هذا الإجراء إدارياً وقضائياً.
وبرر فالس موقفه بالاستشهاد بالتاريخ، قائلاً: "لقد حاربنا النازية، لكنها لا تزال موجودة. لا يزال من الممكن العثور على هذه الأيديولوجيا في عدد من المجموعات في الولايات المتحدة وأوروبا. لكن فكرة حظرها ومكافحتها وتدميرها هي لتبيان طبيعة هذه الحرب". واعتبر أن استراتيجية الإخوان المسلمين تهدف إلى "مهاجمة الجاليات المسلمة في أوروبا، التي هي عرضة للخطر، لخلق الظروف للتغلغل والانفصالية".