
في كلمات قليلة
بعد وفاة البابا فرنسيس، يتجمع الكرادلة في الفاتيكان للتحضير لاختيار البابا الجديد عبر مجمع الكرادلة (الكونكلاف) في كنيسة سيستين.
تستعد الكنيسة الكاثوليكية لحدث تاريخي هام: انتخاب البابا الجديد. بعد وفاة البابا فرنسيس، توافد الكرادلة من جميع أنحاء العالم إلى الفاتيكان للمشاركة في المجمع المغلق (الكونكلاف).
سيجتمع حوالي 135 كاردينالاً لهم حق التصويت (أقل من 80 عاماً) قريباً داخل جدران كنيسة سيستين الشهيرة، بعيداً عن العالم الخارجي. مهمتهم هي اختيار الأصلح لقيادة الكنيسة الكاثوليكية في بداية القرن الحادي والعشرين. هذه التجربة جديدة بالنسبة لمعظمهم.
في روما، حيث يسود جو من الترقب، يجتمع الكرادلة يومياً في لقاءات عامة. يصلّون ويتناقشون ويتبادلون الأحاديث قبل الدخول في السرية التامة للكونكلاف. وصف أحد الكرادلة هذه التجربة بأنها "غير مسبوقة".
تخضع عملية انتخاب البابا لقواعد صارمة ومُشَفَّرة من قبل الفاتيكان، لكن إلى جانب الإجراءات الرسمية، هناك دائماً جانب "غير رسمي" مليء بالأسرار والتطورات غير المتوقعة.
تميز عهد البابا فرنسيس بتجديد وتدويل كبير لمجمع الكرادلة الذي سيختار خليفته. لقد كان مدافعاً قوياً عن قضايا مثل استقبال المهاجرين والحوار بين الأديان. وتتداول أسماء لكرادلة يُعتبرون مؤهلين لتولي البابوية ("بابابيلي")، مثل الكاردينال ماتيو زوبي، المعروف بقربه من البابا الراحل وأفكاره.
تواجه الكنيسة تحديات هائلة اليوم، منقسمة بين المحافظين والتقدميين، وبين القضايا الروحية وقضايا الهوية، وبين الشمال والجنوب. المهمة التي تنتظر خليفة البابا فرنسيس ضخمة.
في هذه الأيام، وفي أجواء تمزج بين الإجراءات الرسمية والجانب المقدس، يستعد مئات الرجال للاختيار الكبير، حاملين في أيديهم مستقبل الكنيسة الكاثوليكية.
في سياق هذه الأحداث، لوحظت بعض الأنشطة الدبلوماسية. بعد حضوره جنازة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس، تناول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الغداء مع أربعة من الكرادلة الفرنسيين الخمسة الذين يحق لهم التصويت. على الرغم من عدم الإعلان عن ذلك علناً، إلا أن اللقاء أثار تكهنات حول احتمال اهتمام الزعيم الفرنسي بمسار الانتخابات، وخاصة بمرشح مثل الكاردينال جان مارك أفيلين من مرسيليا.